......
(خُلِقنا للحياةِ وللمماتِ)
متى نُصغي إلى صوتِ العِظَاتِ؟
جعلنا الطِّينَ بُنيانًا عظيمًا
كأبراجِ السَّحابِ الشَّاهقاتِ
تجاوزتِ السَّحابَ وصرن أعلى
وقد عُرِفَت لنا بالنَّاطِحاتِ
خيامُ العُربِ بالبترولِ صارت
بروجًا عالياتٍ للرُّعاةِ
نبوءَةُ صادقٍ؛ ظهرت لدينا
عن البُنيانِ مِنْ قِبَلِ الحفاةِ
رفاتُ النَّاسِ في ذهني تراءَت
كأحياءٍ تلوكُ الذِّكرياتِ
بها نبضٌ لأحلامٍ تلاشت
كأنَّ الرُّوحَ ظلَّت بالرُّفاتِ
فلا تعجب إذا شاهدتَ مثلي
عيونَ الموتِ تنبضُ بالحياةِ
تماثيلُ المتاحفِ مِنْ صخورٍ
تمادت في الأماني الزَّائفاتِ
على وجهِ الصخورِ طغت عيونٌ
وما تدري بأنَّ الموتَ آتِ
تمدَّدَ جاثمًا مَلِكٌ مهيبٌ
بتابوتٍ، وكان مِنَ الطُّغاةِ
غُبَارُ الدَّهرِ يحكي عن ملوكٍ
قَضَتْ.. في صمتِها عِبَرُ السُّكاتِ
مروجٌ في بلادِ العُربِ عاشت
وماتت كالصَّحاري القاحلاتِ
علاماتٌ بحضنِ الماءِ نامت
ودجلةُ أُحسِرَت قَبلَ الفراتِ
فلا تأمنْ لمالٍ أو لجاهٍ
ستسقطُ كالجُذُوعِ الخاوياتِ
فما خضعت لجبَّارٍ ودامت
على مَرِّ العصورِ الزَّائلاتِ
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة