مُذ غادَرَ الفارِسُ رَوضَها ... وَلَم تَزَل تَصبرُ
عَشرُُ مِنَ الأعوامِ وحِصنها مُقفِرُ
هَرِمَت آمالُها ... وأُجهِدَ السَمعُ والنَظَرُ
ومَلٌَتِ الشُرفَةُ النَهَدات ... وَمَلٌَها الحَجَرُ
بَل مَلٌَتِ الآفاقُ زَفرَتَها ... يَشوبُها الضَجَرُ
بهَتَت أمامَها الأشياء ... فَصارَ أخضَرُها كَأنٌَهُ أصفَرُ
كَم مِن رَبيعٍ مَضى والحُزنُ في الرَوضِ يَنتَشِرُ
فالخَريفُ دائِمُُ في قَلبِها ... والدَمعُ مُنهَمِرُ
عُصفورَةُُ ... غَرٌَدَت قُربَها ... تَغريدُها يُبَشٌِرُ
في عَودَةٍ لِلفارِسِ ... بل إنٌَهُ في الجِوارِ يَخطُرُ
أسرَعَت لِلشُرفَةِ ... والحَبيبُ أُنزِلَ في وَجهِهِ القَمَرُ
كيفَ صارَت عِندَهُ ... يَضُمٌُها بِلَهفَةٍ ... لَم تَكُن بِحالِها تَشعُرُ ؟
هَتَفَت ... مَرحى لَهُ خَريفُنا
غَدا كَأنٌَهُ الرَبيعُ بَل هُوَ أنضَرُ
هَمَسَت ... سُبحانَكَ يا خالِقي ... كيفَ الخَريفُ في ناظِري يُزهِرُ ؟ !!!
والدَمُ في العُروقِ يَهدُرُ ؟
والبَهجَةُ في لَحظَةٍ تولَدُ ... والحُزنُ في لَمحَةٍ يُغادِرُ ؟
وداخِلَ حِصنِها تَبَسٌَمَت ... وأسبَلَت جَفنَها
والفارِسُ يَقولُ في نَفسِهِ ... أفارِسُُ ومِن جَفنِها أقهَرُ ؟؟؟!!!
هَل يُغمِدُ سَيفَهُ ... أم أنٌَهُ لِسَيفِهِ يُشهِرُ ؟؟؟!!!
يا لَهُ لَحظها قَد فَلٌَ مِنهُ نَصلَهُ ... وكانَ من قَبلِها يَبتُرُ
فالغادَةُ بَأسُها في ضَعفِها ... وضَعفُها دائِماً يُنصَرُ
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة