نحن نعلم الحلم والأماني الجميلة هي الشعور بالطاقة الإيجابية فكلما راودتنا الأحلام الخصبة فهذا يعني أن قلوبنا لاتزال عامرة تنبض بالحنان وبأن الأمل موجود فينا ونستطيع أن نحقق كل طموحاتنا وكل ما نحلم به ولكن من المستحيل والمؤكد أن نحقق كل ما نسعى إلى تحقيقه من الأماني والأحلام والطموحات والسعادة الكاملة وكل المتطلبات على الوجه الأكمل فلا تخلو بعض الأمور من النواقص والسلبيات ولا بد من وجود بعض العقبات التي تحول دون تحقيق كل ما نطمح إليه ومن الممكن أننا لا نستطيع أحيانا تحقيقها فمن المستحيل أن تكتمل كل الأمور وهذا يعني أن لا تتوقف رحلة البحث عن الأفضل فعلينا تجاوزها أو غض الطرف عنها لأننا عندما نطيل النظر إلى الجزء الفارغ من الكأس فسوف ننسى الجزء المملوء من الكأس فنذهب بأيدينا إلى الإحباط واليأس، فاليأس يدخلنا في حالة نفسية سلبية سيئة عندما نفشل في تحقيق أمر ما أو هدف نسعى لتحقيقه فعندما يتمكن اليأس مننا ويسيطر علينا فهذا يعني فقداننا لذاتنا وكياننا، وقتها سنكون قد أدخلنا أنفسنا في مغارة مظلمة تتوالى فيها الانتكاسات المؤلمة بحيث لم نعد نستطيع أن ننظر إلى جمال الشمس وهي تشرق وتشق ستار الظلام ولذلك يجب علينا أن نجعل من التفاؤل بالنجاح مصباحا ينير لنا عتمة الظلام فنستطيع أن نتلمس فيه طريق النجاح، الكثير من الناس يندبون حظهم العاثر عندما تصادفهم بعض العثرات في حياتهم لقناعتهم بأن ما يصادفهم هو قدر محتم عليهم وقد ركبهم الشؤم من يوم ولادتهم ولكن لو نظروا إلى الجزء المملوء من الكأس وحاولوا أن ينظروا إلى الأمور بنظرة موضوعية تعتمد على العلم والمنطق وقاموا بإعادة النظر في منهجية حياتهم وطريقة تعاملهم مع الأحداث لوجدوا أن الفارق بين التفاؤل والتشاؤم خيط رفيع لو استطاعوا أن يتجاوزوه قد يقلب مسار حياتهم إلى الأفضل ولوجدوا أن هذه العثرات لم تكن سوى أوهام في مخيلتهم أو سوء تقدير للأمور وفق مجريات أحداثها ولو استطاعوا تجاوزها لاستطاعوا أن يحققوا كل ما كانوا يعتقدون أنه مستحيل التحقق، فلنجعل من الأمل هو الضمان لحياة أفضل، فمن خلال رحلة الحياة تعترض الإنسان عقبات شتى قد تفقده الإيجابية ولكن عليه التحلي بالصبر والتأني وأن يضع نصب عينيه أن هناك أملا في تحقيق طموحاته فعلى الرغم من كل العواصف والغيوم الداكنة سوف تشرق الشمس، فأنت عندما تشعر بالألم وتحاول الضغط على مكان الألم معتقدا أن ذلك يخفف من حدته فأنت مخطئ فالضغط على مكان الألم سوف يزيدك إيلاما ولذلك عليك إما أن تتناساه وإما أن تقتلعه من جذوره وكذلك عندما يعتريك اليأس في حال فشلك في تحقيق ما تصبو إليه من طموح أو سعادة وتقنع نفسك بأن فشلك هو المصير المحتوم فإنك تضغط على مكان الألم وسيستمر الألم ويستقر إلياس الذي هو مجرد وهم في داخلك، أن البحث عن الرفاهية التي تحقق السعادة للإنسان عادة متأصلة فيه فهو يسعى لان يجعل الحياة سعيدة ويبحث عن مصادر السعادة ويتميز كل إنسان بطبعه في مفهوم السعادة وماهيتها وطرق تحقيقها فمنهم من يرى السعادة تكمن في الحب والبعض يراها في امتلاك الثروة والجاه وامتلاك الإقطاعات ومنهم يرى أن السعادة تكمن في الصحة النفسية والجسدية إلى أخره ولكن هناك أناسا يرون أن السعادة الحقيقية تكمن في الحب المتبادل بينه وبين المحيطين به كاسرته وعائلته وأصدقائه ويكون سعيدا عندما يرى السعادة على وجوه كل من حوله وذلك بكسب مودتهم ومحبتهم فهو يمنحهم الحب والعطف والحنان والثقة ويسعى جاهدا لتحيق كل ما يسعدهم أو ما يحقق لهم هذه السعادة وهذا يسعده كثيرا بهم عندما يراهم يبادلونه نفس المشاعر ويسعون إلى تأمين كل ما يحقق السعادة له أيضا وعندما تحقق هذه السعادة تكون قد وضعت قدمك على أو الطريق الذي يحقق طموحاتك ونجاحاتك لأنك ستجد كل من حولك يشد أزرك ويشحذ من عزيمتك ويمد لك يد المساعدة والعون ويقفون إلى جانبك في تحقيق كل ما تصبو إليه ولن يدعوك وحيدا في تحقيق أحلامك أو فشلك فإن نجحت فرحوا لك وإن فشلت واسوك وشدوا من أزرك يشجعونك في كل محاولة تحاولها ثانية وثالثة إلى أن تحقق كل نجاحاتك، إن أنت نجحت لا تجعل نجاحك الأول هو الأول والأخير بل تابع وستتوالى نجاحاتك وإن فشلت لا تجعل فشلك هو النهاية أعد التجربة ولا تركن إلى اليأس فبهذا ستكون فاشلا إلى الأبد فكلما وقعت قم وانطلق ثانية، فالأحلام ليست مجرد اماني وحتى أحلام اليقظة أيضا قد تصبح حقيقة بالجد والمثابرة والجهد والنشاط والتفاؤل ومحبة الآخرين.
الكاتب والشاعر د. محمد توفيق ممدوح الرفاعي
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة