الشاعرة فريدة فرج الله تكتب : كلـما ت لأمـي .. !!

رحلتي بهدوء السلام ..

يا نخلة الجنان ..

يا غصنه المخلد الأخضر..

يا أجمل وردة بالروض ..

يا شذى عطر نيسان المُسْكِر..

رحلتي.. فبكاكي الغروب..

ونعاكي الصبح .. فكنت ..

جرحه النازف الذي لا يتخثر..

هذا العيد جاء بدونك..

شاحب بلا ملامح .. 

فلا أحمر.. و لا اخضر..

كل ما فيه حزين.. باكياً..

كل ما فيه تلون بأبيض وأسود..

يا أنفاس الربيع .. وبهجة الأعياد..

ما لك بيننا عودة تذكر..

أيامنا بعدك تائهة الدرب ..

تزل بدونك خطاها وتتعثر..

رحلتي كشمس راحت بالغروب ..

تغتسل بين بحر.. ونهر..

حلت شعرها وألقت على صدر..

المساء ما كانت صباحا تظفر..

رحلتي .. وخلف ستائر الغياب ..

إحتجبتي .. تغربنا بعدك..

وزاد اتساعا فينا الاغتراب..

غربة .. من تراب ومن كفن ..

تمزق الروح .. والقلب تعصر..

دربك أمــي طويل لا ينتهي ..

قد أمشــــــيه دهــــــــــــــراً ..

وفي كل مرة يطول .. ويكبر..

سفر طويل المسافة يرهقني.. 

مداه ما بين اللحد واللحد يمتد..

متعب .. مدمر..

على شفير قبرك أمـــي .. 

إحتضرت كل الأمنــــيات ..

كل ما فيَّ تعطل .. لا أتنفس ..

لا أحلـــــــم .. 

لا أتخيل .. 

لا أفكــــــــــر..

حتى لغتـــــــي خـــانتني ..

فرت يوم رحيلك دون أسفٍ..

هجرتني .. نأت.. وتخلت..

تنكر لي اليراع ..الحبر .. والدفتر..

فكل ما حولي بعدكِ تغير..

كل شيء انسلخ عن نفسه وتراجع ..

غاب عن عمري وجهك الشهي ..

كدفء الموقد بليلة شتوية مثلجة..

وكان عندي بمثابة الشمس والقمر..

ظلام ..غربة.. جمرات الحنين .. 

بالحنايا نارها تضرم وتسعر فأسكنت .. 

غيمة حزينة بين الهدب والهدب..

على مقام الشوق المترنح ضلت تمطر..

غيابك أمـي مــؤلم .. مـــؤلم .. 

والأكـــــــثر أنك .. سافرتـي ..

وبقيت أنا يا أمـي ..

على حدود القبـــــــــر..

موقوفة .. محجــوزة ..

إليك لم أسافر...

حزن قلم:

فريدة "ف"

كلمات من بوح الافتقاد.. لامي

 التي رحلت 

وتركتني أقف عند لحدها تائهة 

والعيد يخطو بخطى متباطئة 

لم يجد هذا العام سبيله إليّ .. 

رحمك الله يا أمي ..