توجها أميرة على عرش قلبه ومَلِكَة قصر حياته ورسم لها الحب جنة وأنها أجمل زهرة فيحاء في بستان عمره الماضي والحاضر والآتي
فَهامت به جَواً وتعالت سعادتها لعنان السماء
ومن فرط حنانه وحديثه الدافئ ونبرة صوته العاشق المتلهف أَسرها
ووقعت في شباك الحب الذي لَطالما انتظرته منذ زمنٍ وكانت تبحث عنه في كل رواية تقرأها وكل قصيدة شعر تتذوقها حتى في حُلمها بحثت عنه وبعد عناء من البحث وجدته يمد لها يده ويقدم لها قلبه هدية على طبق من فضة واحتواها بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى من حب وحنان واهتمام ورعاية كان يقاسمها وقتها لحظة بلحظة ويشغل كل ثانية في وقتها إما معها بنفسه أو يُهاتفها بالجوال ولا يترك لها لحظة تغيب فيها عنه حتى في منامها واحلامها كان معها وتعهد لها أنه سيصونها كجوهرة من الماس وانها ستعيش معه قصة عشق كأساطير الحب القديمة و قصة حبهما ستدرس للأجيال كقيس وليلي وأنطونيو وكيلوباترا ٠٠٠٠٠ إلخ
ويوم بعد يوم ازدادت تعلقاً به وعشقاً وتغنت به شعرا وصارت لا تريد البقاء لا من أجلها بل لأجله ،، فكانت تعيش به وله ،،، ووهبت كل لحظات عمرها له وحده
كانت لا ترى الدنيا بعينها إنما كانت تراها بعينه٠٠٠
لم يكن يسير في دروبها كالبقية لكنه كان يسير في نبضها ودقات قلبها
واكتفت به فارس قلبها وفارس كل ما تقرأه أو تكتبه أو تسمعه من رواية أو قصيدة٠٠٠
لكن جاءت الريح بما لا تشتهي
وفجأة ودون إنذار مسبق هَبَّت عاصفة هجره وكأنها ريح حسوم عاتية تقتلع أشجار الحب من عميق جذورها وتُذبِل زهور العشق وتُسقِط أوراق الشوق لتعيش وحيدة منعزلة عارية من الحب ومن الدفء والأمان تعود كما كانت لحياة الحرمان العاطفي قبل لقاءه
ودون إلتفات منه لتوسلاتها بدموع عينيها المُحرقة على وجنتيها
دون رحمة وبكل قسوة هدم بيديه عرشها وقصرها والمملكة
وتركها تنزف ألماً ،، تُعاني وجع الفراق ،، تعاني الوحدة وجحيم الهجر ،، تعاني جهنم الحنين الذي لا يرحم٠٠ تئن تثور وتظل كلماتها أسيرة لا تستطيع البوح بها له أو لغيره فتصمت وبحناياها بركان من وجعٍ وغضبٍ وقهرٍ وحرمان٠٠
حاربها بجيش من التجاهل والغياب والحرمان والقسوة حاربها بأسلحة الغدر والوعود الكاذبة والخذلان المتكرر
وقطع كل أحبال الوصل بينهم وقفل كل مسلك أو طريق يؤدي إليه
وقفل في وجهها كل أبواب الرحمة حتى لا تفكر أو تحاول أن تعود له ثانيةً ولم يترك لها قبس من نور ولو ضعيف تسير به في ظلمات عمرها الباقية
في حين كانت تراه يتودد لعشرات غيرها ويفتح لهم كل الأبواب المغلقة ليتقرب منهم ويتقربوا منه
ليعيش قصة حب أو تسلية جديدة على حساب ضحية وفريسة أخرى
ماذا جنت ؟! وأي ذنب اقترفت المسكينة ؟! ليكون جزاءها هجرا لا تقواه وسفن حبها غَرِقت
وطائر عشقها قُصت جناحاه
أعطته أكثر ما بوسعها وتحمَّلتُ ما لا يطيقه غيرها من ذل وإهدار كرامة في سبيل القرب ونيل وصاله إلى أن وصل بها الأمر أن اكتفت برؤياه فقط حتى لو من بعيد أو تسمع صوته و إن لم يكن يُحادثِها أو يُهاتِفُها رضيت بالذل والهوان حتى يبقى ٠٠٠ فقد صار مجرد وجوده حولها أو رؤيته أو سماع صوته رمزا للحياة ،، صار لها قوة دافعة للبقاء ودونه لا حياة لها ولا بقاء ،، بات كالشمس لا يبدأ نهارها إلا به وإن غاب لا يوم لها يكون
هل كنت واهمة؟! إلا هذا الحد وهل كان هو بارع القناع متقن التمثيل لهذه الدرجة ؟!
لا ٠٠لا٠٠ لم تكن أبداً واهمة فهي دوما ترى بقلبها قبل عينها وقلبها يُحدِثُها أنه ولو للحظة كان صادق ٠٠٠٠٠
لكن ما آلوا إليه من وضعٍ مُؤسف مُهين مٌخجل يُرثى له والإستمرار فيه لم يَعُد يجدى نفعا بل خرابٌ لروحها وتباب لِمَا تبقى لها من رمقٍ تحيا به
لقد قررت وللأبد الإبتعاد عنه حِفظاً لما تبقى من ماء وجهها ،، فهو الذي أجبرها على الرحيل تجر أذيال الخيبة والحسرة٠٠
فكفا منِّها أن تنتظره وكفا منه مماطلة العودة
فصحراء غيابه قضت على كل إخضرار بداخلها كان ينتظره ليسعد به ويسر ناظره ولم يَعُد لديّها سوى بقايا حُطام و يابس٠٠٠
و ودَّعَت حبه المزيف وقفلت كتاب بألف عنوان ٠٠
كم مميت وقاتل جدا أن تدوس قدم من أَحَبَّتْ ومَنْ ظنت به خيرا على جرح يعلمه نعم يعلمه لأنه هو من أحدثه
وصعب جدا أن تطأ قدم من وثقت به حد الثقة موضع الجرح نفسه مرات ومرات
تالله لو سحقها من موضع آخر غير الذي جُرِحَ من قبل
لكانت والله ستشكره٠٠٠٠
سيعود يوماً لكن بعد فوات الآوان سيعود وسوف لا يجد إلا الأطلال فيبكبها
لا سامحه الله ابدا
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة