صدق المثل الشعبي القائل: "الكتكوت الفصيح يطلع من البيضة يصيح" مثل يشير للفطنة والذكاء من الصغر.
في بداية "ثورة أراذل الشعوب" التي سميت زورا وبهتانا بالربيع العربي تنبأت أنها مؤامرة على العرب والإسلام وأنها خريف كره وحقد سيأتي على الأخضر واليابس ليهلك الحرث والنسل، ثورة مزيفة يقوم بها الخونة وكلاء المحتل وهم تحديدا القبائل البدائية الثلاثة ( العسكريين والعلمانيين والإسلاميين ) المتزاوجين على أسرة من حرام بعد أن عقدت الأيدى السوداء اليهود والأمريكان قرانهما على مائدة الحقد الأسود ثورة ذل وعار تهدف لسرقة ثروات العرب والمسلمين والقضاء عليهم بالفقر والجوع والمرض. ثورة مزيفة تهدف لإجهاض ثورة الأبطال الحقيقيين الذين يبشرون بعصر المحاربين الشرفاء المناهض لطغاة عصر المتكسبين الرأسمالي المتزاوج سلفا مع عصر المفكرين ورجال الدين الموشك على الإنهيار.
في بداية أزمة الدواجن - تلك الجريمة بل الخيانة المصطنعة عن عمد من قبل نظام التفاهة تنفيذا لأوامر أسيادهم بالخارج - توقعت ما هو حاصل الٱن بكل تفاصيل المشهد .. وقلت ساعتها إن كان دعاة ثورة المناخ ١١/١١ جادين وصادقين في الدعوة للخروج من معادلة الجذر الأصم أى الخروج من المعادلة الصعبة والدائرة المفرغة، دائرة رجل كريت الكذاب فعليهم فعل أشياء بسيطة للغاية .. كان منها هذا الشئ الغير مكلف .. وهو شئ مأمون العواقب ومضمون النجاح ألا وهو عدم تنفيذ حكم الإعدام في الكتاكيت وإطلاق سراحها في المياديبن والشوارع ووضعها أمام المساجد والمدارس والمصالح الحكومية وترك جيش وشرطة النظام للتعامل معها أمام الشعب ومع مشاركته.
هذا الأمر لن يكلف دعاة ثورة المناخ على أدق تقدير غير تكلفة العربات التي تنقل هذه الأرواح البريئة التي هى هنا بالفعل وحرفيا ستكون أرواح أطفالنا الذين سيموتون جوعا وليس فقط حياة عشرة مليون مصري يعملون في هذه الصناعة إنه الغذاء الذي يدخل في صميم الأمن القومي.
هذه الفكرة الطيبة التي يظلل بالرحمة تاجها كل الشئ ستكشف وتعرى وتفضح بل وستحاكم الجميع بلا استثناء محاكمة فورية .. ستضع الجميع أنظمة ومعارضة وشعب وقوى خارجية وجماعات سلام أخضر وجماعات الحفاظ على البيئة وجماعات حقوق إنسان وحقوق الحيوان وجماعات الحوار الوطني وجماعات المصالحة الحرام والزنادقة والملاحدة الذين يستنكرون ذبح الأضحية وهم أنفسهم الذين كانوا يستنكرون التخلص من الخنازير وقت إنفلونزا الخناذير.
نعم سيوضعون جميعا أمام استحقاق تاريخي مذهل.
إن هذه الفكرة الطيبة ممكن أن تكون واحدة من عشرات الشرارات القوية المولدة للثورة الحقيقية بكل تفاصيل الثورة بداية من راكائزها الثلاثة وهى:-
١- ركيزة التهيئة الإجتماعية "غضبة الجماهير" أى بطولة الأمة التي تسمى إرادة.
٢- ركيزة البطل الفرد التي تسمى كرامة.
٣- ركيزة حل أزمة الثقة بين الشعب والمنادين بالثورة.
وصولا إلى طقوس عبور الأبطال الحقيقيين التسعة عشر أى نقاط اختبارهم .. كل هذه النقاط سيتم تناولها ومناقشتها وانتشارها في الرأى العام بشكل جاد وسريع في كل مكان حتى الكتكوت الصغير في كل بيت سيصيح قائلا:
يا حلولي يا حلولي ده إيه ده اللي بيحصلي .. كل ما أعرف حاجة عقلى يكبر سنتى وملى!!
نعم سيربط الكتكوت الفصيح أبو لسان ونص في قول الحق في كل بيت من بيوت مصر خيوط المؤامرة بعضها ببعض من بداية ضياع نهر النيل وإغراق مصر في الديون ومحاربة الدين وشيوع الفساد ونشر الوثنية والإلحاد إلى الحكم علي المصري بالموت جوعا وبالموت عطشا أو غرقا.
نعم سيقوم الكتكوت الفصيح بتفنيد وتكذيب إدعاءات نظام التفاهة الكاذبة السازجة عن أسباب أزمة إعدام الكتاكيت وطرق علاجها الملتوية القاضية بالقضاء على الثروة الداجنة وفضيحة استيرادها من الخارج بمليارات الدولارات التي تحجج النظام فيها بعدم وجود عملة صعبة وهى ٣٥٠ مليون دولار شهريا حسب ما صرح به رئيس شعبة منتجي الدواجن مع عمرو أديب للإفراج عن شحنات القمح والصويا التي تستخدم في صناعة علف الدواجن.
نعم سيقوم الكتكوت الفصيح بفضح المسارات الهروبية التي تنتهجها معارضة السوء وبالأخص مسارهم الهروبي الأخير الذي يرجع الشعب من المرحلة الأخيرة (العملياتية) إلى المرحلة المعرفية بل إلى ما تحتها بعكس استخدامه السابق لأن هذا المسار الهروبي يستخدم الٱن والمؤامرة في ٱخر فصولها لاسيما وأن التشكيك في الثوابت طال كل شئ وبالأخص في الثوابت العقائدية لأن (حركة العصر الجديد الإلحادية) تعمل بقوة الٱن فاحذروا التركيز والإعتماد فقط على التسريبات أو الكلام التافه السطحي الغير منتج حتى لو كان صحيحا ومتعلقا بفضائح تخص السيسي أو تخص إبنه أو حتى تخص كل أقطاب النظام لأن هذه التسريبات تخرج عن طريق أناس من في نفس المنظومة، أشخاص يتم بهم ( احتكار الفعل ) وأيضا ( احتكار ردة الفعل ) وهذا الشئ مؤذن بخراب الأوطان فحدوث الإستقرار يحتاج للحفاظ على ردة الفعل.
أيها السادة: ليس بعد العين أين .. لقد أدرك الشعب المصري وأدرك كل المسلمون حجم المؤامرة وأنه ليس بعد النيل نيل .. وليس بعد الدين دين لذلك انتقل الناس في معادلة العمل الثوري من الناحية المعرفية، والناحية الإجرائية، إلى الناحية العملياتية فلا ترجعوا الناس بمساراتكم الهروبية إلى التقدم للوراء!!
فالثورة الحقيقية ثورة معرفية خلقية، ثورة العدد والضخامة أى الوحدة، إنها مشروع ( عصر المحاربين الشرفاء ) ضد مشروع ( عصر المتكسبين ). ليست ثورة الركض محلك سر في نفس الدائرة المفرغة لعصر المتكسبين الذي يحكم ( عمالقة الوهم ) أنظمة التفاهة ومعارضة السوء التي تصر أن تعمل بلا مشروع بلا أبطال حقيقيين تم اختبارهم واجتازوا طقوس عبور البطولة بصدق وأمانة وأثبتوا صحة فروض مشروعهم الجاد.
لكن بكل أسف فإن طموح المعارضة هو اسقاط السيسي والوصول للحكم حتى لو تحالفت مع الشيطان وعملت في نفس دائرته دائرة السوء دائرة عصر المتكسبين.
لقد نسى نظام التفاهة أن الكتكوت الفصيح أخذ يصرخ متعجبا كيف لا تقدرون على تدبير جزء بسيط من الدولارات للإفراج عن شحنات العلف التى هى بالفعل موجودة في المراكب، على أرصفة الموانئ المصرية، وفي ذات الوقت نجحتم في تدبير الدولارات لإستيراد الفرخة المجمدة بالكامل وليس أكل الفرخة والتي بالفعل دخلت شحناتها مصر لأن الأمر دبر بليل من قبل حدوث الأزمة لأن الإتفاق على إستيراد الدواحن وزمن وصولها من أمريكا يأخذ أكثر من شهر ونصف!!
والشئ بالشئ يذكر لأنها سلسلة مرتبطة الحلقات كيف ستوفرون الدولار لإستيراد البيض؟!!
وكيف ستوفرون أدوات القمع لعشرة مليون مواطن يعملون في هذه الصناعة العملاقة التي بضياعها ستخرب بيوتهم بعد أن تنهشهم البطالة، وفقا لحسبة بسيطة لو قلنا أن متوسط دخل الفرد الشعري العامل في هذه الصناعة ٥٠٠٠ جنيه × ١٠ مليون إنسان × ١٢ شهر = ٦٠٠ مليار جنيه سنويا؟!!
أيها السادة: أبعد أن كانت مصر مكتفية ذاتيا من البيض والدواجن وكل أنواع الطيور يصبح هذا حالها؟!
إذن لا تحدثني عن عدم التوفيق أو أنه اجتهد فأخطأ .. إنها الخيانة المتعمدة والإفساد الصريح الممنهج .. فمن السفالة أن يحتفل نظام التفاهة وأتباعه أراذل الشعوب بحصولهم على قرض ربوي جديد من صندوق النقد الدولي واعتباره إنجاز هذا القرض يالكاد يساوي حجم العلف لمدة سنة واحدة.
من السفالة أن يحتفل المنافقون بنجاح النظام في حل أزمة الدواجن بإستيراد الفراخ!!
بسم الله الرحمن الرحيم: ( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) أي: هو أعوج المقال، سيئ الفعال، فذلك قوله، وهذا فعله: كلامه كذب، واعتقاده فاسد، وأفعاله قبيحة.
والسعي هاهنا هو: القصد. كما قال إخبارا عن فرعون: ( ثم أدبر يسعى فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن في ذلك لعبرة لمن يخشى )
فهذا المنافق ليس له همة إلا الفساد في الأرض، وإهلاك الحرث، وهو: محل نماء الزروع والثمار والنسل، وهو: نتاج الحيوانات الذين لا قوام للناس إلا بهما.
وقال مجاهد: إذا سعى في الأرض فسادا، منع الله القطر، فهلك الحرث والنسل. ( والله لا يحب الفساد ) أي: لا يحب من هذه صفته، ولا من يصدر منه ذلك.
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة