لقد تعبت وانهارت قُواي من كثرة ما تكلمت وما كانت كلماتي هذه إلا كَشُبابة ذهب نشيدها هدراً في الهواء فسرعان ما تتلاشى انغامها وتصبح متكسرة بين سفوح الجبال لتصدها الصخور الصامتة إلى الفراغ الفسيح....!
وكل همي فقط انه أصابني إلتهاب حلقي من كثرة الكلام فأصبحت كمثل الذين يطاردون وهما خُيِّل له أنه واقع....!
لقد أرهقتني نفسي وأصابني الدوار وأنا ما زلت أكلم قوما لا يملكون سمعا ولا يبصرون..
إكتشفت أخيرا أنني أُكلم نفسي وهذا يعود لأنني كنت بين قطيع من البلهاء الذين لا هم لهم سوى الخطابات الرنانة وبها يتمسكون ويعتقدون ان خطاباتهم هذه هي أسمى وأرفع درجات الوطنية وهي الفضليلة لا غيرها...!
هاهم يقتلون وينهبون ويهدمون ويقولون أين أنتم خطباء قومكم المُكرّمون...؟
هذا هو عطاؤنا لكم فأين انتم من عطاء المتاجرين ذوي الإصلاح والتصدي لكل ماكر كما تدّعون؟
لقد توجوا أنفسهم عليكم أهل صلاح وحكمة فأين أنتم ذاهبون؟
أصحاب القدر والحكمة هم حقا الفاسدون...!
يحق لهم أكثر من هذا لأنهم وجدوا الأماكن والساحات خالية من العقبات التي تحول بينهم وبين من يقولون لا لكل متآمر لعين....
وبهذا زاد الطغيان وأصبح شريعة لكل أفاق لئيم....
لقد وجدوا أمامهم من يساعدهم في ظلمهم وبهذا كنزوا لأنفسهم الذهب والفضة هي نار عليهم يوم الموقف العظيم...
عصرنا العنب والزيتون لا ليستمتع بشربه الغرباء لكن ليشربه الكادحون الذين أمضوا حياتهم آملين بحياة السكينة والهدوء وما زالوا يتأملون...
تمنيت أن لا أكون في عالم الغوغاء وأن لا أكون مشاهدا لتجار الخَطابة وما يصنعون...
أخ يبع أخاه من أجل كلمة شكر من المستعمرين وأخ لا يبيع نفسه لكل خوانٍ سقيم...
لكن هيهات ثم هيهات أن لا يكون هناك قوم لا يبيعون أنفسهم لسفهاء من جاء من بعيد ويقول انا سيدكم الآن فما انتم صانعون...!
خَسِؤوا وخَسِأت علوجهم فالأيام دوارة وسوف يعلم الذين ظلموا وأي منقلب هم ينقلبون....
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة