نظرت ليلى إلى الأرض تحتها مذهولة تفكر وتحاول استيعاب ما يحصل وفجأة رفعت رأسها وبحدة سألت : من أنت؟ وكيف دخلت إلى هنا؟ وماذا تريد؟
وكانت ستكمل أسئلتها لكن رفع يده أمامها ليسكتها ثم أشار إلى المقعد لتجلس وبالفعل جلست وهي مندهشة ولم تزح نظرها عنه، جلس بجانبها بهدوء وأخبرها بأنه أمير من الجان وأنه يسكن هنا من قبل بناء القصر
وأخبرها بأن صاحب القصر السابق قد اعتدى على ملكه وبنى قصره فوق أرض الجان
وأنه لم يحتمل وجود الأمير وحاشيته معهم فباع القصر وغادر البلاد مع والدته وزوجته وابنته الوحيدة، فقالت ليلى : ابنته الوحيدة؟ وغرفة الصياد لمن؟
أجاب بابتسامته التي لم تفارق محياه : لا غرفة للصياد فوق
انتفضت واقفة وقالت: كيف ذلك؟ أنا رأيتها ورأيت عدة الصيد ورؤوس حيوانات فيها
أكملت كلامها وهي تصعد إلى الطابق العلوي فلم تجد الغرفة
بحثت وبحثت وفتحت أبواب الغرف واحدة تلو الأخرى ولم تجد غرفة الصياد تلك، همت بالنزول إلى الصالة فاصطدمت بالشاب
عادت إلى الوراء تكاد تصرخ فهدأها وشدها من يدها ونزل بها إلى الأسفل، أجلسها وأعطاها كاساً من العصير غريب لونه شربته دون تردد فوجدت طعمه لذيذ على غرابته وبالفعل وبعد ثواني هدأت ونظرت إلى الشاب نظرة استفهام، تململ في مكانه وراح يقص عليها حكايته التي لا تقل غرابة عما شاهدته، أخبرها أنه أمير من أمراء الجان وأن الملك أمر بتزويجه من إحدى الأميرات كما تتطلب العادات ولكنه رفض الزواج فكان عقابه المنفى وكانت قطعة الأرض التي بني عليها هذا القصر هي أرض المنفى ومن ثم سكن القصر مع سكانه وكان برفقته بضعة أشخاص أوفياء اختاروا المنفى معه لخدمته ذلك من حبهم واحترامهم له، بعد رحيل أصحاب القصر عاش فيه جهاد( هكذا عرّفها عن إسمه) مع حاشيته بسلام حتى قدمتِ واقتحمتِ المكان بدون استئذان،
استطرد يقول وسط ذهولها : وها نحن ذا هنا معاً كلّ منا يعتبر هذا القصر ملكه
فإن أردتها حرباً فستكونين فيها الخاسرة كما خسر من سبقك حيث تركوا كل ما يملكون خلفهم وهربوا محتفظين بحياتهم وببعض العقل في رؤوسهم فاللعب معنا ليس سهلاً مطلقاً، وإن أردتِ نتقاسم القصر بيننا ونمضي معاهدة شراكة ونعيش معاً بسلام دون أن يتعدى أحدنا على مساحة الآخر.
سكت جهاد ناظراً لليلى المتسمرة في مكانها والمتجمدة كالتمثال ثم أردف وهو يمشي :فكري بكلامي وسأعود ثانيةً لتوقيع بنود الشراكة، قال كلمته تلك واختفى كالدخان،
وليلى ما زالت متجمدة كالتمثال..
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة