بعيدَ شتاءٍ مريرٍ مريرْ
وعمرٍ تكوَّى بحرِّ السَّعيرْ
بعيدَ افتراقٍ وهجرٍ طويلْ
وليلٍ عبوسٍ وبؤسٍ أثيلْ
وبعدَ جفافِ عصيرِ الحياةْ
وقهرِ الزَّمانِ وجورِ البغاةْ
تبوحُ الأماني ببشرى الرُّجوعْ
فينشطُ قلبي وحبِّي يضوعْ
وشوقي يطيرُ لأغلى الرُّبوعْ
عساني أراها ويشفى الفؤادْ
وترتاحُ روحي بحضنِ الودادْ
فأرمي رحالي بعيدَ البُعادْ
بعيدَ التَّنائي ومرِّ السُّهادْ
***
على أغصانِ شجرةِ الحبِّ
تتفتَّقُ أوراقُ الحنينِ
تتبرعمُ أزهارُ الشوقِ
تنمو وتنتشي فراشاتُ الأماني
ترفُّ أجنحةُ الأحلامِ ....
يكبرُ ريشُها ويقوى
فتحملني وتطيرُ بي إليها
تضطربُ روحي ...
ترتعشُ عروقي
يتسارعُ وجيبُ قلبي ...
ترتجفُ أوصالي
أصابُ بالدُّوارِ والزوغانِ
ها هي قادمةٌ إليَّ ...
خلايا مهجتي تتحسَّسُ خطى أقدامِها
عيونُ روحي تُبصرُها تقتربُ
تتوقفُ أنفاسي أكادُ أختنقُ
أتهالكُ أحسُّ بالانهيارِ والذوبان ...
وقْعُ خطواتِها يشلُّ تفكيري
تقتربُ ...تقتربُ ...وتقتربُ ..
أحسُّ أنفاسَها وراءَ الجدارِ ...
أسمعُ لمسَ أصابِعِها على خشبِ البابِ
كأنَّني في حلمٍ....
تهمسُ أناملُها على الجرسِ ...
أحسُّ بها وكأنَّها ضرباتُ مطرقةٍ على قلبي
ويلي ماذا يحلُّ بي ؟؟؟؟
لم تعدْ ساقاي تقوى على الحركة
رُكَبي تصطكُّ وترتجفُ ...
أعنِّي يا الله ...
حضَّرتُ لها المشروبَ الذي حلمنا به سنين ...
وكم حلمتُ بهذا اللقاء ...
أعنِّي إلهي ...أتمالكُ نفسي أدبُّ إلى البابِ ...
أفتحُهُ أراها أمامي ملاكاً ...
ملاكاً من نورٍ تتوهَّجُ جمالاٌ وعذوبةً ....
بصوتِها السَّاحرِ تهلِّلُ وترحِّبُ ...
أغيبُ عن الوعي أرتمي مغشيَّاً عليَّ ...
يا إلهي تحقَّقتِ الأحلامُ والتقينا ....
ربَّاهُ ما أرحمَكَ ما أكرمَكَ ...
وما أسخى عطاياكَ ...
حكمت نايف خولي
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة