دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

الأرمل الأربعيني بقلم / إبتسام حمّود

 #حكايتي



.. عن رجل توفيت زوجته وهو في الأربعين من عمره، رفض الزواج بأخرى وتفرّغ لتربية أولاده الأربعة، إثنان من الذكور واثنتان من الإناث.
كان يعمل كسائق تاكسي يخرج إلى عمله بعد أن يذهب أولاده منهم إلى الجامعة ومنهم للمدرسة، ثم يعود قبل عودتهم ليطبخ لهم الطعام، ثم يشرف على مذاكرتهم ليعاود العمل من بعد المغرب وحتى التاسعة ليلاً، يسهر معهم لساعة من الوقت ثم يستسلم للنوم ليعاود الاستيقاظ عند الفجر.
استمرت حياته بهذا الإيقاع لعشرة سنين كاملة لم يكل ولم يمل ولم يشكو يوماً بل كان في قمة سعادته.
تغيرت حياته في ليلة زفاف ابنته الصغرى حيث عاد إلى منزله وحيداً حيث استقبلته نسمة باردة تكاد تخنقه.
جلس في حضن كرسي إلى منضدة خشبية لطالما جمعتهم وكانت مكان للطعام والمناقشة وحتى للخصام والصلح.
جلس وحيداً، تذكر يوم وفاة زوجته ووعده لها بأن يكمل المسيرة، تذكر أول تخرج وأول وظيفة، أول خطوبة وأول زواج وأول حفيد.
وتذكر أيضاً كيف بات وحيداً بعد أن انسلخ صغاره عن بيته ليبنوا بيوتاً لهم.
إنتهى الليل وهو غارق في ذكرياته وحزنه على عمر مرّ سريعاً وشباب ضاع  في زحمة التربية.
صلى الفجر وبينما يهم للخروج إلى العمل طرق باب البيت، فتحه ليجد أولاده أمامه، كلهم مع عائلاتهم وحتى العروس وزوجها معهم،
نظر إليهم نظرة استفسار ليجيبه احدهم انه وفي كل يوم سيمضي احدهم يومه معه، وسيجتمعون كلهم يوم الاجازة
فحقه عليهم ألا يتركوه وقد أفنى عمره في خدمتهم وقد آن الأوان ليستريح ويقوموا هم بخدمته،
عاد إلى الداخل واستبدلت النسمة الباردة بشمس دافئة غمرت قلبه وانتشرت في أرجاء المنزل فراشات ملونة وورود

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع