من للحنايا اليوم هَجْري والضنا
العين باحت من بلاء مصابنا
وبراعمي قد جفَّ غصن بنانها
من لهفةٍ، إذ كان قلبي مَسْكنا
سهران أشكي للنجوم لبعدها
ألم الشفيق وحمُّهُ متمكِّنا
فحبيب عمري نائمٌ في غيبةٍ
ولأمْرةِ الأحلام أصغى مزعنا
صار الحبيب وكالغريب مساوما
يروي السعير وكم بدا مستهجنا
فالهجر والنكران صاغ بفعله
يا حسرة الأيام من حبَّ الأنا
يا حيرتي كم غاب عنها فكرها
ترمي الجروح بحرقةٍ كي تُثْخنا
ثرثار صحبي في سميرٍ يشتفي
يروي الشقاق وهمًّهُ أن يمْعِنَا
وشهود عهدي قد رأت في عينها
إني بذلت ولم أكن مُسْتَهْونا
ويمرُّ دهرٌ عابقٌ بهمومها
والوصل بالمعروف يجثو ساكنا
من دمع عيني قد كتبت مصائبي
فتجاهلت سمعي وألغت ممكنا
كم كنت أبلي في حروف وصوفها
فأتى لحرفي عاثرٌ عاقَّ الدَّنا
لو كان حظِّي قد غفى في وصلها
فبصيرُ كفِّي ماكرٌ ما أعلنا
ويحٌ لجرحٍ إن كبا في حِسَّهِ
وجماح حزنِ فيضه قد أرعنا
مصراع ضلعي إن فتحتِ شجونه
لرأيتِ مَنْ حَضَنَ الجَحُودَ وأسكنا
وعسير دربي والجهود ترمَّلت
سلوان قلبي قد نسى طعم الحنا
يا رحلة العمر الضنين ألا انجلي
من للحنايا اليوم هَجْري والضنا
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة