📝💐
أجلس بالحديقة المطلة على الشارع على أحد الكراسى الخشبية الخفيفة التى تطبق كمقاعد البلاج وأمامى مثيله لأضع عليه نظارة القراءة والورقة والقلم كالعادة ويجلس بجوارى الكلبة التى إعتادت أن تقابلنى من بعيد فى لهفة وتدور حولى تارة وتشب تارة أخرى وتحرك زيلها لتعلن عن سعادتها هذا السلوك من باب التحية والترحاب ، أخذت أفكر ماذا أكتب وإذا أنا فى حيرتى فرأيت سيارة قادمة متهالكة فتوقفت أمامى بأمر من راكبة علمت أنها احسنت الاختيار لعظيم قدر وفضل الأخيار فظننت أنها أحد رواد المكان وهذا هو محل النزول لها وقد نزلت من السيارة شخصية عظيمة لا أستطيع أن أصفها جيدا لأننى كنت خجل جدا عندما رأيتها أهم ما تميزت به قوة شخصيتها وتحركت إلى خلف السيارة لتحدثنى إذيك يا أستاذ فؤاد ؟ عامل ايه ؟وأوصتنى أن أبلغ سلامها للشيخ يوسف ابنى القاريء والمنشد فرددت عليها التحية بإهتمام شديد وقالت لى أنت تعرفنى ؟ وعلى الفور أسعفتنى ذاكرتى تخمينا فقلت لها أنت استاذه كاترينا وجيه ثراء رامى فردت على وقالت حقا وصدقت فلم أرها ولا مرة واحدة ولقد أصاب تخمينى أنها هى ذات الشخصية العظيمة صديقتى على الفيسبوك التى لم تعلن عن صورتها فما دفعها إلى أن توقف سيارتها لتسلم علىّ إلا الوفاء والمحبة والإعجاب فكانت مثلما تخيلتها من خلال تعليقاتها المحترمة وتقديرها لما اكتب من مقالات وقصائد وقصص قصيرة ، لكن أقدم لها إعتزارى وأسفى الشديد فكنت غاية فى الخجل لجرأتها الشديدة وظهر حزنى بعد سعادة اللقاء حينما لم استطيع أن أقدم لها واجب الضيافة أو على الأقل أقف لها لأننى ظننت حينها أنها توقفت فى محطتها ولكن عادت إلى السيارة لتستأنف الركوب وتأمر السائق بالتحرك ما أجملها سيدة بكل ما تخلقت به وتحلت بسمات النبل والكمال والتواضع والعلم والأدب والخلق والوقار والوفاء والصفاء والجمال فتحية لها احتراما وتقديرا وإجلالا إنها جارتى ولا أعلم هل سأستطيع التعرف عليها مرة أخرى لا سيما وأنا لم أحدق فيها البصر لترتقى الذاكرة بهذه الصفوة من النساء الحافظة لكتاب الله
كلمات فؤاد أبوطاحون شاعر وموجه أحياء بالأزهر الشريف سابقا
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة