دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

في حيفا بيتُ جدي... بيتي د. جمال سلسع



كتب الصديق الدكتور عادل الأسطه اطلالة نقدية عن روايات كتبها الأُدباء
الذين تناولوا زيارة بيوتهم التي رحلوا عنها قهراً تحت الارهاب والتشريد 
منذ النكبة عام 1948
أَدُقُّ بابَ بيتي...
لا أَرى سوى مشيئَةِ الدموعِ
تمشي في عيونِ الاغتِرابْ!!
ودمعتي خجلى...
تقاسمها الحنينُ شظايا اسئِلةٍ
تلوكُ هميِّ...
يمشي في خُطايَ
حنينُ بيتي لَهفَةً
والقلبُ يحرقهُ العِتابْ
أَدُقُّ بابَ بيتي...
والسُّؤالُ في فمي عذابْ
أَرى على مواجِعِ الجوابِ جُلجُلَةً
تغيبُ عن نِدائِها الخيولُ،
والسُّؤالُ في فمي نَدَمٌ
فما رَضعِت خُطا القُدومِ
من ثديِ السَّحابْ!!
كيفَ يا حيفا تُحَدِّقُ فينا
أَلوانُ المواجِعِ
فوقَ أَرصِفَةِ المواني؟؟
ولا يَزالُ يلوحُ بيتي لهفَةً
أَأَ خونُ لَهفَتَهُ؟؟
فما ... ما أَوجعَ المكانَ
عندما نخونُ أَبجديَّةَ الصَّهيلِ
نَنسى صيحةَ التُّرابْ!!
بيتي هُنا...
أَدُقُّ بابَهُ فيلفُظُني غريبٌ
قد تَنَفَّسَ شطبَ تاريخي
على مسافةِ الرَّحيلِ،
أَنكرني...!!
فكيفَ أُقاوِمُ الضَّياعَ
ما على يدي سوى الضَّبابْ؟؟!
وأَسمعُ النِداءَ في دموعِ بيتي
لا جوابَ لديَّ
غيرُ دمعِ قلبي
أَما تَبَقى في خُطايَ
سوى مَذلةِ الشَّرابْ؟؟!
أَيوجِعُ الخُطا انتِظارٌ
فوقَ صُفصافِ الرَّصيفِ؟؟!
ولا يزالُ نِداءُ بيتي
مِثلَ ريحٍ فوقَ روحي
كيفَ تُشعِلُني المشاعِرُ
جُرعَةً منَ الفُراقِ
وهذي الخُطا تغيبُ
لا تَرُدُّ ليَ الجوابْ؟؟؟!
هو بيتي لا ينامُ... لا...!
يدُقُّ قلبي
يفتَحُ الحنينَ قنديلاً يُضيءُ غدي
فهل تُضيءُ في روحي
مشيئَةُ الصَّباحْ؟؟!
هو بيتي...
 يفتحُ النوافِذَ للحنينِ
يرى ليَ وطناً
أَعودُ اليهِ
شوقُ الأرضِ يُشعِلُني اشتياقاً
داخلي يمشي انتصارٌ
فوقَ دمعةِ الجِراحْ!!
وطنٌ أَعودُ اليهِ...
كيفَ لا تعودُ اليَّ خطواتُ الرجوعِ؟؟!
كيفْ؟!
أَنسيتُ أَنَّ على يدي لُغَةَ الرِّماحْ؟؟!
هو بيتي...
كيفَ يكونُ في كفِّ الرِّياحْ؟؟!
وكيفَ تسكُنُهُ الخُرافةُ؟؟!
هل دمي ما زالَ بينَ أَسطرِ التَّوراةِ
مشنوقاً... مُباح؟؟!!
أَلم أَجد نخيلَ سوطكَ سيدي
يطرُدُ الغُزاةَ من بيتي؟؟!
فهل ... هل ضاعَ مني الوقت؟!
أم من... من يدي
ضاعَ الحِصانُ،
على مشارِفِ النواحْ؟؟!
أَرى على جِدارِ بيتي لهفَتي
تمشي تُسابِقُ الزمانَ
عودةَ المكانِ من ضَبابِهِ
أَعودُ حارِساً مسافةَ الطريقْ!
فيسقُطُ الخِداعُ من حقيبةِ التَّزويرِ،
 لا يغيبُ بيتي
في غياهِبِ الحريقْ!
أَدُقُّ بابَ بيتي...
يغسلُني شذاً يُعيدُ تاريخي
إذا عاد انتظاري جمرةً
لا... لا تُغادِرُ الرحيقْ!! 
فكيفَ ينكَسِرُ المكانُ على حضوري
كانكسارِ الحُلمِ فوقَ صَهيلِهِ؟؟!
هل غابت الخيولُ عن دمي؟؟!
دمي أَمسى مُباعْ؟!
وكيفَ تُسكرني الوعودُ هزيمةً 
وغدي يَدُقُّ بابَ بيتي
ما... ما زالَ بيتي في انتظاري
مثلَ جمرةٍ تُمزِّقُ الضَّياعْ!!
أَدقُّ بابَ بيتي
أَشربُ جُرعةَ التَّاريخِ
أَهربُ من غيابي
نحو شمسِ حاضري
أَمضي أُفتِّشُ عن حقائِبِ روحي
والكوشانُ في دمي...
دمي يَهُزُّ أَعمدةَ الغِيابْ!
البيتُ يبحثُ عن خطى
هربت من التاريخِ
فوقَ حِصانِ جدي!
هل يعودُ حِصانُهُ
ويكتُبُ التَّاريخَ فوق دمعةٍ
أَوجعت سطرَ الكِتابْ؟؟!

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع