بعد هنيهة ووسط ذهولهما دخل خالد ابن الحي، ألقى التحية وجلس معهما بصمت
ثم اخبرهما أنه رأى فادي وهو خارج من بيتهما، وانه كان مختبئ في تلك الليلة عندهما ولم يفصح عن ذلك، فكان خوفه عليهما طاغياً فبمجرد دخول إنسان من المنطقة الأخرى إلى منطقتهم وبمجرد إيوائه سيعرض الجميع للقتل وهذا مالا يريده خالد بسبب حبه لفاطمة،
لم تنبس الفتاة بحرف بل بقيت صامتة كل الوقت، ما أيقظها إلا صوت خالد وهو يهدر كالرعد
لا تحبيه يا فاطمة فهو ليس من دينك وهو كان ضمن المسلحين الذين أطلقوا النار على بيت جدك ليودي بحياتهم.
دخلت فاطمة إلى غرفتها واستلقت على ظهرها و أنهار من الدموع انهمرت كالمطر ولم تتوقف طيلة الليل، وغصة حارقة تتنقل من حلقها إلى القلب فالروح حارقة كل مكان تستقر فيه،
وأسئلة لا أجوبة لها تضج في رأسها
هل يعرف أنه قتل عائلتها؟
هل هو نادم فيعاقب نفسه بالعيش بمكان أشبه بالسجن؟
هل أحبها فعلاً؟
وهي كيف سمحت لنفسها أن تحرر مشاعرها هكذا؟
وقلبها الأحمق كيف انهار أمام وقاره ورزانته؟
كيف تجرأ على تحطيم القضبان؟
كيف اشتعل واستطاع إذابة طبقة الجليد تلك؟
أسئلة كثيرة وموجعة وجواب واحد لا ثاني له
الحب كالقدر لا تعرف كيف يقع ولا تستطيع أن تختبئ منه
وإذا وقع القدر عُمي البصر.
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة