إذا لم نغير من أنفسنا ، أكيد ، لن يأبه بنا أحد وسنكون غير معروفين .. فنحن لا نحلم بعالم اخر .. مثالي .. ولكن إذا لم نجد ما نفكر فيه ، لنختر لأنفسنا عالما سيء جدًا لنتوقف عن الهروب إلى الوراء .. فليس ممنوعا علينا القيام باستدارة حول أنفسنا ليفهم غيرنا أننا لسنا أغبياء كما يعتقدون .. وأننا فقط مقتنعون بوجود آفاق جديدة ستفتح بعد حين .. لكن إقرار النتائج السيئة للطلاب والفلاحين والمهنيين .. سيسمح ولاشك ببدء عصر جديد .. إنها فترات تركيز للأنا الواعية الفائضة في غزو النخب السلبية من عامة الناس والتقليل من شأنهم .. نعم ، إنها فترة جني غير لائق لثمار الإثراء الفاحش وجلب إدانة حقيقية لأنفسهم فقط .. بل إنها فترة قاتمة في التاريخ يجب عليها أن تختفي مع ظلال إرث الأجيال السابقة ..
لا يهم متى سننجح في تكوين المجتمع الذي نحلم به .. المجتمع الذي سنغني فيه بطريقتنا الخاصة وليس بمزاج الآخرين ..
يتطلّب صبرنا صبر أقدام جمال فوق رمال الصحراء .. أو صبر طفل يتألم من شوكة عالقة في كعبه .. أو مريض جائع يشكو من أصوات وحوش تزأر قرب فمه الصامت .. ينبغي إذن أن نبحث كل يوم عن رائحة خيط يربط بين صرخة أعيننا وهيمنة الألوان المحيطة بي .. فلا أحد منا نحن المقهورين يريد أن يتظاهر كما يبزغ الجبل في أغاني الرعاة .. نحن نبحث فقط عن رذاذ حليب في هالة الصباح .. أو نبحث عن طريق سحري في فجوة الكهوف .. ونتوق إلى بيت سميك خوفا من هجوم الكثبان الرملية على بيوتنا .. فنحن لسنا إلا أطفال يبكون أمام خندق أعشاب وراء باب مسدود .. ومما لاشك فيه ، أن رجال من المستقبل سيهرعون إلينا بين إيماءات الحجارة ورفرفة أجنحة الواحات لتهبط علينا كتوابل تسمم رياح الأرض الحارقة ونفوز بالجنات النعيم ..
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة