دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

تيسير مغاصبه يروي قصة متسلسلة "الأفق البعيد" -٤-

 

قال عبدالله :

-أين أنت يارجل؟
وأنا وسط إرتباكي الشديد قلت :
-عبدالله؟
-ههههههه ها أنت عرفتني فهذا يعني أنك قد أفقت من نومك أيها الخمول.
إستدرت لأنظر إلى جولي ..لم أرها ورائي ،لكن باب غرفة نومي كان مفتوحا فرأيتها مستلقية على سريري غامرة نفسها بالغطاء ولم يكن يظهر منها سوى شعرها القصير.
دخل عبدالله إلى الصالة.. نظر إلى غرفة نومي ..وقع نظره على جولي فذهب بفكره بعيدا جدا وقال وإبتسامته لاتفارقه:
-نعم فهمت..فأنت عربي.. لكن لابد من الخروج معي الأن ولتؤجل علاقتك الحميمة إلى وقت أخر؟
-في الواقع ..أنا...
قال مقاطعا:
-ماذا تريد أن تقول ياصديقي ..أن ذلك متوفر وبكثرة ،لكني أريدك أن تخرج معي وأما بشأن فتاتك فسوف تنتظرك حالما تعود من نزهتك طالما أنها فضلت البقاء معك؟
-لكن ....
-لا لكن..بأمكانك أن تغلق عليها الباب من الخارج وإذا ماأفاقت من نومها فستهاتفك على موبايلك ؟
-لكني لاأرغب بالخروج اليوم.
-حقا لاأعلم متى سترى النور أيها العربي، هيا بنا ..هيا ياصديقي.
قال ذلك وهو يجذبني من يدي إلى الخارج ،وقال متابعا:
-لاأحب الخروج بدونك ياصديقي ..يوجد أشياء جديدة يجب أن نقم بتجربتها معا أما بشأن فتاتك فكما قلت لك إذا أفاقت من نومها فسوف تهاتفك وحينها سأعيدك إليها بسرعة من خلال الدراجات الطائرة لاعليك؟
-حسنا..حسنا..لكن هل سأخرج معك هكذا في المنامة .
-حسنا سأنتظرك هنا ؟
-لاياصديقي إمنحني نصف ساعة أكون فيها قد أعديت نفسي للخروج ومن ثم أعتذر لها بسبب الخروج فهي لم تنم بعد.
-وهل ذلك يحتاج إلى نصف ساعة ولماذا هدر الوقت ياصديقي؟
-أقل بقليل ..ربع ساعة فقط.
-أيضا كثير ؟
-عشرة دقائق.
-حسنا سأنتظرك في الحديقة لأني لاأحب المنازل؟
-هذا جيد .
ماأن خرج عبدالله حتى قالت جولي بصوتها الرقيق :
-أين أنت ياعزيزي ؟
حينها قمت بأغلاق الباب والموبايل معا.
* * * * * * * * * * * * * *
كان قد مر ساعة بأكملها على غيابي ،
فتحت موبايلي وهاتفت صديقي عبدالله ،وعندما فتح الخط قلت له:
-لقد أصبحت جاهزا للخروج ياصديقي ألا تزال تنتظرني؟
فأخترق أذني صوته الحاد الغاضب :
- بالطبع أنا لازلت في إنتظارك أيها الحقير المنحط .
إنفجرت ضاحكا لأني أحب عفويته عندما يكون غاضبا، كانت جولي
قد إستغرقت في النوم ،تركت رقمي على المنضدة إلى جانب السرير بالاضافة إلى موبايل أخر ، خرجت وأغلقت باب منزلي للقاء صديقي عبدالله الذي هاتف صديقه قائلا:
-مرحبا تميم .. أرجو منك الحضور أنت وحاتم بدراجتيكما لأخذنا إلى ساحة التحليق الجديدة ؟
خلال دقائق حضرا صديقيه تميم وحاتم لقد كانت مواعيدهما دقيقة جدا بخلاف مواعيدنا نحن ،فطلب منهما أخذنا إلى ساحة التحليق ،صعد هو وراء تميم وقال لي :
-هيا أصعد وراء حاتم ؟
فصعدت وراء صديقه حاتم وقمنا بربط الأحزمة وإرتداء الخوذات وإرتفعت الدراجات محلقة بنا في السماء .
قلت في نفسي "لو كنت أعلم أن لي صديق هنا لما حضرت أبدا ،ماهذا الحظ العاثر ..من الجار المتطفل إلى الصديق المزعج"
فأصبحنا في السماء كما وأننا في الأحلام..رأينا الكثير غيرنا في السماء بعربات ودراجات مختلفة الاشكال والألوان، فكان عالم أخر في السماء وعالم على الأرض وعالم فوق البحار .
نمر من بين ناطحات السحاب ..بل ونمر من فتحات منها كما وأننا نخترقها خصصت لمرور الطائرات الصغيرة والدراجات وماشابه،
مررنا بنوافير كبيرة ترتفع من الأرض إلى السماء مشكلة أقواس قزح، كنا نخترقها كان حقا عالما مدهشا.
وصلنا فوق ساحة كبيرة يتجمع حولها الناس ،هبطنا ،قال لي عبدالله بعد أن هدأت أعصابه:
-هل رأيت أيها الفحل العربي ؟
-ههههههه حقا عالم غريب .
-هههههههه بل أنت الغريب..والأن هيا معي ؟
ذهبنا إلى الكاونتر، أعطاهم عبدالله بطاقة الدفع ثم
ذهبنا إلى الداخل وبمساعدة فتيات إستبدلنا ثيابنا بثياب أخرى هي أقرب إلى ثياب الرياضة ،ثم ارتدينا الخوذات والمايكروفونات كي يتواصلون معنا فيما لو حدث لنا أي شيء كالتشنج أو الدوخان أو الصداع ،ثم أمسكن الفتيات الجميلات بأيدبنا وقادنا إلى نصف الساحة وقال عبدالله لي:
-لاتخف ياصديقي حتى لايضحكن منا الفتيات ؟
قلت :
-لماذا ،ماذا سيجري.
-ههههههه ستعاقب على فعلتك هههههه؟
ضحكن الفتيات وتركنا في الساحة وغادرن إلى غرفة التحكم.
لحظات وإرتفعنا في السماء ،وبدأت أصرخ وأطلب من عبدالله إنزالنا بينما هو كان يضحك بسعادة ونشوة.
كنت أشعر كما وأني معلقا مابين السماء والأرض،
بعد عشرة دقائق طلب عبدالله منهم إنزالنا ،تم إنزالنا وكان عبدالله والفتيات يضحكون معا بلا توقف ،وقال :
-أنه معذور فهو عربي لاتروقه تلك الأنشطة ههههههههه أنه يفضل الطعام والنوم و.... ؟
فأنفجرن الفتيات بالضحك من جديد.
في طريق العودة قال لي عبدالله:
-هاأنت تعود إليها أيها الفحل؟
- بعد ماذا ياصديقي ..فلم يعد شيئا من هذا ..لم أعد على مايرام .
-هههههههههه الهذه الدرجة يارجل ياللخسارة هههههه ؟
-لقد أنهكتني.
-والأن هل ستعرفني على صديقتك ياعزيزي؟
-أرجو عدم تكرار ذلك الكلام ياصديقي ،هكذا سأغضب بالفعل .
-ههههههه لازال عقلك عربي، أنا أمازحك فقط؟
وصلنا إلى منازلنا ..كانن ثلاث فتيات على قدر كبير من الجمال من بينهن فتاة سوداء كن ينتظرن عبدالله أمام منزله فقال :
-أنظر ياصديقي الذي يفتخر بتأخره ..هن بعض صديقاتي ..لكني لاأرغب الأن بأي واحدة منهن أتعرف لماذا ..حسنا ؛أولا لأن كل شيء له وقته ،وثانيا و"هذا الأهم" لأننا نمتاز عن الحيوانات بالعقول؟
ثم أشار لهن معتذرا فغادرن على الفور .
بعد ذلك أمسك بيدي وإستوقفني و نظر إلي بود تأكدت من صدق مشاعره هذه المرة وقال:
-قبل أن نفترق كل إلى منزله أنت رأيت كم هو العالم واسع ورهيب..لكن كما ترى الجمال فأنك قد تر القباحة أيضا ..أن ماأرجوه منك هو أن تطلعني على جميع نشاطاتك وكل جديد يطرأ على حياتك حتى أتمكن من الوقوف إلى جانبك ومساندتك والتصرف الحسن في الوقت المناسب .. أستودعك الله ياصديقي؟
-أنا ممتن لك ياصديقي ،لكن جولي بالنسبة لي هي أمر أخر ،أنا أحبها.
- أنا أفهم ماتقوله الأن ،لكني أقصد أي شيء أخر.
عموما أنا اقدر مشاعرك نحوي ياصديقي وسأتبع نصيحتك.
-أتمنى ذلك ؟
-إلى اللقاء .
وأسرعت إلى منزلي .
(يتبع...)
تيسيرمغاصبه
٢٠-٣-٢٠٢٣

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع