دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

ا.د/ محمد موسى يستكمل سلسلة "من مذكرات أستاذ جامعي" بحلقة تحت عنوان "حوار مع مسلم معتدل"

هو صديق لي منذ دراستنا في أمريكا ، وتُحب أن تسمع منه كلاماً عن الإسلام ، وهو نموذج راقي في قوله كما هو في فعله ، حواراته هادئة ومشاعره صادقة ، لدرجة أنك تسعد في الجدال معه ، إشتركنا أنا وهو في حب الشيخ محمد متولي الشعراوى رحمه الله ، والذي إعتبرناه أستاذاً لنا ، وعندما نتكلم في الدين تعلو وجهه إبتسامة رضا بأن الله تفضل علينا بنعمة الإسلام ، وقلت أنك تحب أن تسمع منه ، خصوصاً عندما نتحاور في بعض الأمور الفقهية ، والجميل أنه يؤكد دائماً لكل من يستمع له أن الله بجلاله وكماله ، هو من أرسل رسوله محمد ﷺ ليكون وبحق رحمة للعالمين وليس فقط للمسلمين ، وما خير ﷺ يوماً بين أمرين إلا إختار أيسرهما ، وكان في وجوه الأخرين هشاً بشاً ، ودائم القول يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا ، وكان يؤكد ﷺ أن الله لم يخلق النار ليعذب بها الناس ، بل خلق النار حتى تخاف الناس ، وتفر منها إلى الجنة ، (عجبت من قومٍ يقادون إلى الجنة بالسلاسل) ، قابلته كعادتنا كل شتاء عندما يأتي إلى القاهرة في أجازته الجامعية ، ففي أمريكا وأوربا الأجازة في الشتاء حيث ينزل فيه الثلج ، بادرني بقوله من قال أنه أكثر غيرة على الدين من سيدنا رسول الله ﷺ ، تعجبت من أول قول يقوله لي قلت له ، من يعتقد ويظن هذا هو قليل العقل ، قال لي ألا يعلم من يتكلم عن الدين أن الدعوة في مجتمع جاهلي كافر تختلف عن الدعوة في مجتمع أغلبه مسلم ، وأخرين أصحاب ملل نفس الدين الذي يعبد فيه رب واحد أحد ، وقد يكون البعض منهم عاصِ ، حتى القول مع الكافرين كان أمر الله لنبيه ﷺ هو الدعوة بالحسنى ، (إدعو إلى سبيل ربك بالحمكة والموعظة الحسنه) ، (وجادلهم بالتي هي أحسن) ، والبلاء كل البلاء أن يعتقد البعض أنه يمتلك الحقيقة المطلقة ، فينفر الناس منه وقد ينفر البعض من الدين ، فيكون هو ليس سبباً في الهداية بل سبباً في الضلال ، وأنا في دهشة من تلك الوجوة العبسة والتى تتكلم في الدين للناس كأنهم هم فقط المهتدون ، بينما باقي الخلق في ضلال مبين ، وأسعدني أنك يا دكتور ، قد كتبت مقالات عن إبن سينا الذي كان يقول " بولينا بقومٍ يعتقدون أن الله لم يهدِ سواهم " ، ضحكت وقلت التاريخ الإسلامي ممتلىء بالخوارج والمعتزلة والجهمية ، ( أتباع الجهم بن صفوان) وكل من يتصور أنه وحده يحتكر الحقيقة ، والله سبحانه وتعالى رب الكل من الخلق ، خلقهم وهو أعلم بهم ، ولو أراد الله الناس كلهم مهديين ما أستطاع أحدٍ منهم الخروج من طاعة الله ، ولله في خلقه شئون ، فالكل لله عبيد من أطاعه ومن عصاه ، والحديث معك يطول ، ولكن نختم القول ، بأن ندعو للجميع بالهداية ، ورُب معصية تولد توبه تدخل الجنة.

♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى
قد تكون صورة ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع