هي كالغروب...
تتوارى خلف الأفق،
يسكن النور ويحلّ الصمت.
التقينا ذات صيف،
تحت سماءٍ خجلى،
تزينها نجومٌ باهتة،
بيننا طاولاتٌ كحدودٍ لا تُكسر،
وصمتٌ أثقلته ذكرى غائبة،
وشالها الوردي...
مخبأ أسرار،
يحجب عني بريق وجهها،
كلما رفعتُ عيني.
هي زهرة المساء،
تذبل أوراقها مع آخر خيطٍ من الشفق،
تتلاشى كما يتلاشى العطر من زهرة ذابلة.
وساعةٌ داكنة على معصمها،
تنبض ببطء،
سألتها عن الوقت،
أجابتني بنظرةٍ انطفأت فيها الحياة:
"منذ رحيلك...
توقف كل شيء،
لا أدري متى تعود."
كيف لي أن أطوي المسافة التي بيننا؟
وكيف أقطف حلماً تباعد حتى صار سراباً؟
بيننا أكوابٌ فارغة،
وأمسياتٌ اختلط فيها بقايا الحلم بمرارة الكأس.
هذا المساء لنا، لكنني أعلم...
أنّ شيئاً ما سيباغتنا،
وسيعود الصمت سيداً.
ألملم من شظايا قلبي ما تبقى،
وأرتشف من كأسها خلسة،
علّي أستعيد طيفاً من ماضٍ مرّ.
كيف لي أن أصف شوقاً يُنسج من الصمت،
وحباً معلقاً بين الكلمات؟
أهناك لغةٌ تكفي لتروي قصة عشقٍ،
نسجته المسافات؟
بقلمي يونس كمال
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة