دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

= أشلاء وطن = مجموعة قصص قصيرة = #بقلم_د_مهاب_البارودي. = 1 = خرج من المقبرة :

في مطار أتاتورك الدولي بتركيا هبطت طائرتي 
نزلت الدرج مسرعاً فقد أصابني بغضي للهالك أتاتورك العلماني المجرم الماثوني بقرف من المطار 
هرولت مسرعا إلى الحافلة و منها إلى ضابط الجوازات و منه إلى خارج المطار لأركب سيارة الأجرة 
سألني قائد السيارة  عن وجهتي فقلت له أريد الذهاب حيث مخيمات اللجئين السوريين 
قال سيدي أتسمح لي بالتحدث إليك كان حديثنا يدور بالانجليزية وقد لاحظت ان إنجليزيته ركيكة فقلت بالعربية :
هل الرجل عربي ؟
قال إي و سوري من اللاذقية فسألته متلهفاً ماذا عن مخيمات حلب و ما اسمك وكيف حالكم هنا 
قال وقد ترقرت عيونه بالدمع 
نحنا بخير إستاذ
الله كريم
أنا عم بشعر إنك مصري 
قلت نعم أنا مصري
قال و إيش أحوال ام الدنيا 
كنت هناك جبل عام في شبرا مصنع لرجال عدكم
قلت له انا صعيدي 
قال إي أهل الشهامة والرجولة الكلمة عنديكم بلسلاح
أحسست ألم الرجل و أنه يريد التعمية علي بشأن دموعه و جراحه و بينا أنا أفكر كيف أسأله عن أهل حلب لعلني ألتقي صديقي الصغير
الذي احتفظ  بصورة له قبل عامين-  - 
فاجئني صوته من بعيد ليقول 
ليش ما بدك تذهب لفندق و بدك المخيمات ؟
قلت له : لأجل هذا و أشرت إلى الصورة 
صرخ الرجل بي ايش بدك منه هاد 
هاد ابن اختي أبوه استشهد و أمه و أخته كلهم ماتوا إلا هو كان واجف بيصلي يتهجد برمضان قصفوا لكلاب بيتهم  بالبراميل المتفجرة 
لكن الله نجاه لكنه اليوم معاق القدمين .......
أسرع الرجل مهرولاً ناحية البيت حين أخبرته بهويتي و أن ابن أخته هو صديق لي و اننا كنا بمسابقة قرءان وقد استضفته و أبيه في بيتي لمدة اسبوع .
دخلنا إلى المخيم 
ياله من هول المنظر 
لماذا تقسوا البشرية على نفسها هكذا 
ماذنب طفل عمره عشر سنوات تفقأ عينيه
و آخر مبتور اليدين
و ثالث مبتور القدم
و رابع مثقب الوجه
عمي أحمد هل نحن في المقبرة أو عند قصاب يجزر البشر ؟!
قال الرجل في أسى :
لا يا دكتور المقبرة خرج منها النور 
هاهو هناك على الكرسي المدولب 
يا الله أيعقل هذا ؟
إبن ال14 عاما شعره أبيض بالكامل 
التجاعيد تأن صارخة بوجهه 
أهذا هو الملاك الذي - و هنا نزلت دموعي الساخنة من هول المشهد -
رأيته في معرض القاهرة الدولي عام 2010 م لقد كان طفلا رائعاً 
كان  ناعم الشعر يصل شعره إلى أنصاف أذنيه 
كانت عيونه زرقاء عريض الجبهة واسع الجبين مستدير الوجه له غمازتان 
إذا بصرت به رأيت ملاكاً 
و إذا سمعت تلاوته خلته قيثارة 
رخيم الصوت نغماته آثرة 
كان عمره يومئذ 7 سنوات و كان يحفظ القرءان كله 
أهو الغلام الفتي النقي إسحاق الحلبي ؟!
 لا تزال صورنا التي تجمعنا في مسابقة القرءان معي 
أهو من ظللت اتصل به حتى العام 2015 م وبعدها انقطعت عني أخباره؟!
إقتربت لأحدثه فلم يعرفني 
فقلت إسحاق ألا تعرفني 
فأجابني يقول في هلع وحزن :
((إسحاق خرج من المقبرة 
خرج من المقبرة 
لماذا خرج من المقبرة 
لابد أن يعود إلى المقبرة )) 
إن إسحاق فقد إحد عينيه  
و إحدى يديه 
و صار قعيداً 
و فقد ذاكرته إلا من القرءان 
و فقد عقله و هو الآن يخضع للعلاج ....
و السؤال الآن  للبشرية المارقة متى تهتدين و متى ترحمين نفسك ؟

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع