رجع صلى الله عليه وسلم من مكة بعد {{ حجة الوداع }} إلى مدينته صلى الله عليه وسلم
بعد أن ودع القبائل العربية التي جاءت للحج معه
فلما وصل للمدينة من بعيد ، ونظر لبساتينها
ورأى تلالها
قال صلى الله عليه وسلم :_ الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر
لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، آيبون تائبون عابدون، ساجدون لربنا حامدون
لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده
{{حديث متفق عليه واللفظ للبخاري}}
ويقول أصحاب السير ورواة الحديث
:_ ما قفل صلى الله عليه وسلم راجعاً من سفر ، ونظر للمدينة إلا حث النبي صلى الله عليه وسلم دابته [[ أي أسرع بالدخول ]]
وقال :_ هذه طابة وهذه طيبة ثم يكبر الله عزوجل ويذكر فضل الله عليه يوم الأحزاب [[ يوم الخندق ]]
لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده [[ ويرددها الصحابة من بعده]]
______________________
البعض ممكن يخطر في باله سؤال ؟؟
مضت على غزوة الخندق سنوات ، وفتحت مكة ، وكثير ممن كانوا مشركين يوم الأحزاب قد دخلوا بالإسلام
ومازال النبي صلى الله عليه وسلم يردد في كل موقف
{{وهزم الأحزاب وحده }}
وهناك كثير من أصحابه كانوا مع المشركين ، ومن ضمنهم
{{خالد بن الوليد }} الذي حاصر المدينة مع المشركين يومها وغيره الكثير ممن أسلموا بعد ذلك
فعندما يقول النبي {{ وهزم الأحزاب وحده }}
أليس في ذلك تجريح ولمز لبعض الصحابة فهم كانوا من الأحزاب ؟؟
أولاً يجب أن نعرف أن الدين فوق ذلك كله
فهو اعتراف لله بالفضل أولاً وصدق عبودية ، وذكر مواطن لا يكون فيها اللجوء إلا لله
الإسلام لا يعرف مجاملات الأشخاص على حساب الدين هذه قاعدة
و {{ السيرة للتأسي لا للتسلي }}
لماذا نقف عند كل حدث ونعلق عليه ؟؟ حتى نصحح تعامل بعضنا مع بعض
كم واحد منا يجامل الآخر وعلى حساب الدين ؟؟
يقول بلسانه ما لا يريده في قلبه ، وذلك لكسب مرضاة بعض الناس ، أو تجنباً لسخط بعض الناس
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول على سمعهم
{{ وهزم الأحزاب وحده }}
فإن كانوا مؤمنين حقاً ، فإنهم سيدينون لله بفضله عليهم أن هزمهم من غير أن يقتلوا على أيدي الصحابة ، ثم هداهم للطريق المستقيم ولم يموتوا على كفرهم ، فلقد هزمهم بالريح
فقوله {{ وهزم الأحزاب وحده }} فيه فضل على الصحابة الذين كانوا مع الأحزاب أن هداهم الله لدينه قبل أن يموتوا على كفرهم
وليس فيه لمز ولا عتاب ولا تجريح
____________________________
ثم دخل صلى الله عليه وسلم مدينته واستقبله من كان فيها
ولما استقر بمدينته وكانت قد قرأت تلك {{ الإرهاصات }} في حجته بأنه مودع أمته
فلم يبق إلا أيام من عمره صلى الله عليه وسلم
فلقد شعر صلى الله عليه وسلم ، أن أيامه في عد تنازلي
[[ ففاجأ أصحابه ببرنامج جديد لحياته في المدينة
في تعليمهم ومجالستهم وقيام الليل والصيام ]]
____________________________
فاستحضر الصحابة أحوال النبي صلى الله عليه وسلم
بأنها تختلف عن باقي أيامه التي مضت، فقد كثف عبادته صلى الله عليه وسلم من صيام وقيام ، ولقد قام ليلة بأكملها مع أن الله قسم له صلاة الليل
فقال {{ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }}
تقول السيدة عائشة :_ قام ليلةً لم يبرح الصلاة فيها ، يطيل السجود حتى كان الفجر
ثم قام الليلة التي بعدها حتى كان الفجر ، ثم قام الليلة التي بعدها حتى كان الفجر
فتورمت ركبتاه صلى الله عليه وسلم وهو يطيل السجود
تقول السيدة عائشة :_ كان سجوده بمقدار ما يقرأ أحدكم خمسين آية [[ وهو يسبح الله ويتضرع إليه ]]
فقالت له عائشة :_ يارسول الله تطيل بهذا القيام وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر
قال :_ يا عائشة أفلا أكون عبداً شكوراََ
[[ إذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم قد غفر له ما تقدم وما تأخر و لا ذنب له ، ولكن هذا مزيد رفعة وتكريم و المخاطب النبي والمراد أمته من بعده ]]
_____________________
وصام صلى الله عليه وسلم وصالاً
[[ الوصال لا يعني كصيام أيام رمضان يوماً بعد يوم لا ]]
فلقد أصبح صائماً فلما أذن المغرب لم يفطر ، وأمضى ليله صائماً واستقبل يومه الثاني صائماََ
ودخل المغرب ولم يفطر ، وأمضى ليله صائماََ ، ودخل اليوم الثالث صائماََ
وشاع الخبر من بيوت أزواجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمضى ثلاثة أيام بلياليها صائماََ لم يفطر
فأخذ أصحابه يواصلون، فلما علم بحالهم
قال :_ بلغني بأنكم تواصلون الصيام ... لا تفعلوا
قالوا :_ قد بلغنا أن رسول الله يفعل
قال :_ وأيكم مثلي أبيت يطعمني ربي ويسقيني
_______________________
وأخذ صلى الله عليه وسلم يكثف في جلوسه مع أصحابه كالمودع لهم ويبشرهم
ويقول لهم :_ لقد عرضت لي الجنة في حائط بني فلان [[والحائط يعني البستان ]]
وأخذت أنظر فيها ، حتى دنت ثمارها مني وهممت أن اقطف قطفاً من ثمارها ، وأضعه لكم في المسجد ، فما زلتم تأكلون منه حتى ينفخ في الصور
[[ لأن ثمار الجنة لا تنفذ ]]
قال :_ ولكني أبيت لأن ذلك طعام أهل الجنة
[[ لأن من الممكن أن يكون من يأتي للمسجد من المنافقين فلا يحل له أن يأكل من طعام الجنة ]]
قال :_ وبينا أنا أنظر [[ أي بينما أنا انظر بلغتنا اليوم لأن العرب كانت تختصر من بلاغة اللغة ]]
قال :_ وبينا أنا أنظر في الجنة إذ سمعت قرع نعلٍ
فقلت :_ من هذا ؟؟ فإذا هو بلال !!
[[ سمع قرع نعال بلال وهو يمشي في الجنة ]]
ثم التفت إلى بلال وقال :_ يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة ؟؟
فبكى بلال
و قال :_ يا رسول الله لا أعلم لي مزيد عمل أو فضل
[[ بلال الذي عذب على رمال مكة الملتهبة من أجل هذا الدين وهو يقول أحدٌ أحد ، يقول لا أعلم لي مزيد فضل ]]
غير أني يا رسول الله ما أحدثت إلا توضأت
[[ الحدث معناه نقض الوضوء ]] ولا توضأت إلا صليت
[[فكان دائم الطهر وفي كل طهر صلاة ]]
فقال له النبي :_ هو بذا يا بلال
[[ أي هذا هو سببه ]]
فأخذ الصحابة يقلدون بلالاََ، فلا ينقض وضوء أحدهم إلا توضأ وركع لله ركعتين
________________________
وقال النبي صلى الله عليه وسلم:_ رأيت قصراً عظيماً يلفت الأنظار
فقلت :_ لمن هذا ؟!!
فقيل لي :_ هو لعمر [[ أي عمر بن الخطاب ]]
قال :_ ورأيت جاريةً تتوضأ في صحنه
[[ ولا وضوء ولا صلاة في الجنة معنى تتوضأ أي تغتسل وتتنظف ]]
قال فهممت أن أنظر فيه [[ أي في ذلك القصر أجول النظر فيه ]]
فتذكرت غيرة {{عمر بن الخطاب}} فصرفت نظري
فأجهش عمر بالبكاء
وقال :_ أمنك وعليك أغار يا رسول الله ؟
وهكذا ما زال صلى الله عليه وسلم يحدثهم و يبشرهم ، فعلم الصحابة أنه يودعهم صلى الله عليه وسلم
يتبع إن شاء الله .....
______________ الأنوار_المحمدية _______________
____________ صلى الله عليه وسلم _______________
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة