دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

تيسير مغاصبه (المتقاعد الشاب ) "الفصل الثاني" -الكائن - ،،،قصص،،، -١١- (طفولة )

 

،،،طفلك ،،،

لم تتمنى أن ترزق بطفل حبا في الأطفال والبراءة
البادية على وجوههم، بقدر ماتمنيت أن تمتلك
تلك الأرواح البريئة ،وأن تكون السيد الذي يأمر
ويطاع ..وأن يقبل يدك وحذائك صباحا ومساء ،
أنت أردت طفل لتعوض مابك من نقص ،أردت
منه أن يفعل ماعجزت أنت عن فعله ..لم تدرك
أن ذلك الطفل روح وله مشاعر وأحاسيس ودنيا
خاصة به ،
لو علم ذلك الطفل أنك أنت ابوه لما حضر إلى هذه
الدنيا، لأنك لاتعلم ا ن ذلك الطفل جاء إلى الدنيا
ليكون سلطانا ...لو لم تكن أبوه .
،،براءة،،
رفع خالي طاقيته عن رأسه ووضعها على رأسي
وسط سخرية الأب المعتادة وقال لي ممازحا:
"هل ستصبح جندي عندما تكبر ياخالي؟"
رفعتها ثانية عن رأسي واعدتها إليه وقلت :
"لا ..لااريد."
*فيما بعد قالت أمي معاتبة :
"لماذا تسببت بالحرج لخالك وانت تعلم كم هو يحبك؟"
،،،حب،،،
أما أنت...يا أنا ...بماذا أذكرك ..؟ ...بماذا ...
كنت تلهو مع إبنة الجيران ..صديقتك ..حبيبتك..
في طقس ربيعي..ساحر..تقطف الأزهار المتنوعة ،
تقدمها لها ..تمسك يدها الشديدة النعومة بكل براءة، يسري الخدر في كامل جسدك ..
تمشيان ...تلوحان بأيديكما..تتمنى أن تطول
الرحلة..تناديها أمها:
"يكفي لعب يالينا عودي إلى البيت جدتك تريد
أن تراك؟"
تودعك بإبتسامة جميلة تأخذ بها قلبك معها ..
في الصباح الباكر تنزع خيمتها من مكانها ويكون
الرحيل إلى مكان أخر ..بعيد حسب ظروف عمل
ابوها ،
ترحل لينا ..وتبقى الأطلال..ومساحة مطبوعة
على الأرض مكان خيمتها ..هي رخام الفقراء ..
تقع يا أنا طريح الفراش..بربك ألا أخبرتني..
أهذا هو الحب.
هل كان قلبك يخفق بالحب في ذلك العمر.
،،،حنين،،،
سأقول لكم ..
وظهرت.. ظهرت من جديد ..فراشة تمتلك كل
مميزات الجمال والفتنة ..ربما نفس الفراشة ..وربما
فراشة غيرها ..وزني ..أوثقلي على الأرض قد
خذلني هذه المرة ..لم استطيع الجري خلفها كما
كنت افعل في طفولتي..لكنها ضحكت ساخرة من
سنوات عمري وقالت :
"إلحق بي إن إستطعت؟"
هي تعلم أن الأيام اسرع مني بكثير.
،،مسلوب ،،
حرق فم صغيره لأنه وضع في فمه اصبع موالح على شكل سيجارة ....مقلدا.
،،،حلم،،
إستعد الأولاد المتبارون في الجري والقفز من فوق
الحواجز منتظرين صوت الصفارة ،كانت أعمارهم
تتراوح مابين الثانية عشرة والثالثة عشرة ،
إضافة إلى الأطفال،
* * * * * * * * * * *
بعد نهاية السباق كانوا يسيرون جنبا إلى جنب في
زيهم الأبيض الموحد الجميل ،
كل إثنان معا يشبكان أيديهما..الجميع يمشون أمام
الجمهور الكبير..كنت أنا جالسا بين الجمهور هذه
المرة ..لكن كنت متشوقا لأرى نفسي ..وأن استمتع
برؤية تلك المرحلة من عمري ..لكن...
موقعي بين الحضور لم يمكني من رؤية نفسي..
ومريت قريبا مني دون أن أراني.
يالخيبتي.
،،، جريمة،،،
لكن في خيمة منتصبة فوق الجبل ..هناك
قتلت المرآة الفاجرة إبنتها خنقا وهي نائمة بعد أن ضبطتها مع إبن عشيقها القديم ،وعلمها بإنها قد
حملت منه ،
كانت تعلم أن أولادها الخمسة جبناء ولهذا قامت
بالمهمة بدلا عنهم.
،،،وحام ،،،
كلما شاغب إبنها الصغير الذي لم يكن جميل الصورة كما تمنت ،
كانت تنظر اليه بغضب وتقول :
- أظن أن الله أراد أن يصورك على هيئة قرد وقد تراجع في اللحظة الأخيرة ؟!!
بعد تسعة أشهر وضعت طفلها الجديد وكان على هيئة قرد.
،،، نطق الفقر ،،،
عندما أرادت دفنه بحجة املاق ،
ناداها من تحتها :
- امي لاتزهقي روحي .الله يرزقني وإياك .
،،،فداء لمن ،،،
قبل أن أصل أنا وإخوتي إلى الخيمة الكئيبة ،
سمعنا أصوات نواح النسوة في الخيمة ..كانت
أمي تقف امام الخيمة في إنتظارنا ..هي كانت
تعلم بالفاجعة ،لكن أرادت سماع الخبر اليقين من أخي الأكبر لتبدا في الشيج ،
وصلنا ..قال لها أخي :
"خالي ....؟
ثم أجهشت بالبكاء ..علمت حينها أن خالي قد
أستشهد في المعركة ..ولأول مرة أيضا أعلم أنه
عند اسرتي وعشيرتي لاتنتهي تلك الطقوس..
وهي الولولة والنواح على المتوفي حتى لو كان
ذلك المتوفي ....شهيد .
* وتسألني أيها اللقيط ماذا قدمت للوطن ،وأنا إبن
أخت الشهيد الذي حمى أمك يوما.
،،، سر ،،،
..................................................................
...............................؟
،،بوح،،
جلست إلى جانب جدتي ..ارحت رأسي على ركبتها بينما هي تمسح شعري وسألتها :
-جدتي ؟
-نعم يانور عيني .
-ما الأصعب أن توجه لك صفعة من إبن وطنك،
أم من العدو المستعنر ؟
لم تجيب لكنها نظرت إلى ألسماء وقالت :
"يا الله ..هل هذا سؤال يسأله طفل بهذا العمر !!"
* ..........................؟
.......................... .
( يتبع .......)
تيسير مغاصبه
٢٠١٩ -- ٢٠-١٢-٢٠٢١

عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع