.. ليلة البارحة كنت عندا امي
دخلت كعادتي بعد المغرب .. قبلت يدها مرتين وجبينها مرتين
هكذا كان الطلب ..
... تحادثنا قليلا وهممت للمطبخ لاتذوق احلى واجمل عشاء
... لحظات فقط حتى اذن المؤذن لصلاة العشاء
.... مضت نصف ساعة من الزمن وذهبت لفراشي ...... والله صرت انام مباشرتااااا وانا كانتم اسبح في الفلك طارت روحي الى هنااااااااك ... لاادري كيف وصلت ام اخذها زورق الاشتياق
... رايت امراءة اعرفها ....
.... كانت تجول تروح وتعود بين جدران غرفتها
... شاحبة قلقة تكسر في انامل اصابعها
... هناك على اليسار مكتبها
... عليه قلمين او ثلاثة لا اذكر
... كل مارايته ايضاااا كومبيوتر
... وكم من الاوراق البيضاء .. فارغة بدون كلمات
... ومن كانت تحمل انتظاري لها سنوات
هي سطورااا على اوراق اخرى ... مرمية في سلة المهملات
..... احسست بالراحة ومافرقت بين الخيال والحقيقة صراحة
..... كل شيئ كما هو في الواقع ... انا تلك اللحظة يزداد نبض قلبي انا واقع
..... تجلس مرة وتضع رجلا فوق اخر وخير القعدة من تربع
............ انامل تداعب قلمااا واليد اليسرى حائرة تحك في الجبين
........... كانت ترتدي قميص نوم ابيض طويل
... سمعت الا تمتمات ( ماذا اكتب له .. ماذا اقول له .. اووووف تعبت )
.......... تدخل هي داخل قارورة زجاجة لوحدها .. فترى من داخلها الحياة ربيعية جميلة .. فتاتيها الفكرة كالطير اللذي يضع قوته داخل عش العقل
فتسرع فتكتبها .... ( جميل يالله اكملي )
... تتردد مرة وتعود مرة اخرى فتعدم تلك المشاعر الحقيقية وتقطع قلوبنا مع تلك الورقة البيضاء التي لم تكتمل هههه
..... في نفس اللحظة اسال في نفسي ماذا اتى بي الى غرفتها .....
..... قد دخلت عندا امي بعدا المغرب وذهبت لغرفة نومي بعدا العشاء ...
ماللذي اتى بي اليها
..... هل لما نكون بصفاء القلب ونقول انك روحي ووطني
ونتوظا قبل النوم ونتلو سورة الملك ...
فيهدينا الرب سفرية الروح الى روحها ...... على زورق الشوق الكبير لنرى باعيننا ولترتاح جوارح تتالم في هاذ البعاد
...... وانا اتسال يا اصدقائي غفوة عنها قليلا
...... فعدت بانظاري لمكتبها
..... فلمحت الورقة البيضاء قد امتلات
..... لكن ما حيرني هو ذاك الخط كان من كتبته طفلة لاتتجاوز عمرها اثني عشرة سنة خط ابتدائي
...... ولما استرقت بعض الجمل لم الاحظ الا كلمة الاولى مكتوبة ( .. الى الجوال الشارد )
...... لكن كانت الحروف كلها مكسرة كانها تتساقط من فوق السطور
..... وزن الكلمات كانت كبيرة وثقيلة فكان الكاتب طفلة والراوي امراءة عجوووز
..... عجوز في عقلها وزنت الاربعون
...... يقولون ( هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين )
..... فانا حقيقة سافرت اليك ليلة البارحة
..... كا كل من يحبون ويعرفون وزن الكلمات على الورقة والرسالة الفعلية لا الاليكترونية انها تدخل السعادة والبهجة في نفوس المنتظرين والمنسيين والحائرين والعاشقين ...... لم تفهم روحي ان الرسالة هي اكبر باب شاسع سايمهد للطريق .... لم تفهم ان تلك المشاعر مهما كانت نقدية او عاطفية او وهمية او زائفة انها تمثل الروح بعيونها اكتر من حياتها ....... الرسالة اكبر صديقة غالية واحلى ذكرى تبقى فينا ...... منذوا ثلاثة عشرا سنة وانا انتظر في رد من اميرة القلعة على رسائل ماكثرها
........ ولكن لاحياة لمن تنتظر .... من ادب العشاق ان نرد تحية مرسال ولو بكلمة
...... لكن من لايرد عليك فهو لايهتم لامرك او اسيرا داخل تلك القلعة يغنيك تغريدااا في الهواء ......
......... مضى على بقائي في غرفتها ساعتين او اقل انا لا اذكر احبائي
........ الى ان جاءت امي مع اذان الفجر الثاني فايقضتني
........ فقالت قم يابني انها السادسة ونصف صباحااااااا
....... مابك سمعتك البارحة تتقلب وتتمتم مابك
...... نهضت وكان الروح عادت لحظتها لجسدي الميت
...... عرق على جبيني فقلت خيرااا يااماه خيرااا ياماه
....... الان وانا اكتب في ليلتي وسفريتي الزورقية الروحية اليها وددت ان اترك لها كلمة فقط .... ( ارسلي جوارحك ماسيك رقصات الناي الحزين ... لاتخجلي فانا ساحتضن مرسالك بالوتين .. دعى تلك السفينة الجميلة ترسوا على شاطئي ..... لانني بجانب البحر الغميق انتظر في تلك القارورة تدفعها الامواج الي .
_______________________________________________________________________
( الجوال الشارد )
( ليلة .. اسراء الروح )
23 02 2022
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة