تَوَالَتِ الْآهَاتُ وَالْأَنَاتُ وَصَاحَ الْجَنِينُ
وَحَتَّى الِارْحَامُ مَا بَقِيَتْ وَطَنًا مَكِين
فَوُلِدَ الْمَوْلُودُ وَخَرَجَ بَاكِيًا مُسْتَصْرِخًا
وَدَخَلَ الضِّيقَ وَأمَامَهُ الْحَاجِزُ وَالْكَمِين
أيُّهَا الرِّنَّانُ بِالْقَلْبِ وَالْعَقْلِ وَالْوَتِينِ
وَيَا مَجْرَى الْحُبِّ بِشَرَايِينِي حَنَيْن
اسْأَلُكَ كَأْساً مِنْكَ اغْتَرُفُهَا شَرْبَةً
تَنْسِنِي الْآهَاتَ وَالَانَاتِ وَالَانِين
شَرْبَةٌ مِنْ كَأْسِ الْحَيَاةِ فِيهَا سَعَادَةً
وَإِنَّهُ قَدْ ضَاقَ صَدْرِي بِقَلْبِي الدَّفِين
تَمَنَّيْتُ الرَّخَاءَ وَمَا كَانَ قَدْ تَزَاوَرَنِي
وَإِنِّي قَدْ بَلَغْتُ مِنِ امْرِي عَذَاباً وَضَنِين
إنْتَظَرَتُ السَّرَّاءَ مِنْ بَعْدِ أنْ حَلُمْتُ بِهَا
وَمَا كَانَتْ إلّا الضَّرَّاءَ وَطَعَنَاتُ السَّكَاكِينِ
لَعَمْرِي وَتَدَاوَلَتْنِي الَايَامُ أسْيراً بِوَطَنِي
وَبَقِيتُ التَّائِهُ هَا هُنَا بَيْنَ الْبَيْنِ مِسْكِين
انَا الَّذِي أَعِيشُ الْحَيَاةَ بِغَيْرِ هَدَفٍ
وَانَا الَّذِي كُتِبَ عَلَى جَبِينِهِ فِلَسْطِينُ
فِلَسْطِينُ يَا قَلْبَ الْمَشْرِقِ وَقُدْسِهِ
وَاقْصَاهُ الْعَلَمُ الَّذِي يُلُوحُ رَايَةً بِالْعَالَمِين
فِلَسْطِينُ يَا قَصِيدَةً ثَوْرِيَّةً مَا إكْتَمَلَتْ
وَاخْتَلَطَتْ قَوَافِيهَا بِأَعْجَمِيَّةِ نَشَّازٍ وَطَنِين
لَقَدْ قُتِلَتْ مُفْرَدَاتِهَا وَأَحْتُلَّتْ مَضَامِينِهَا
وَفَاضَ بَحْرُهَا وَتَعَكَّرَتْ حُرُوفِهَا بِالطِّينِ
وَعَاصِفَةٌ نَثَرَتْهَا هَبَاءاً حَجَبَتْ شَمْسَهَا
فَتَشَقَّقَ تُرَابُهَا وَيَبِسَ زَيْتُونَهَا وَالتِّين
فِلَسْطِينُ يَا دَمْعَةً مَالِحَةً مِنَ الْعَيْنِ تَحَدَّرَتْ
عَلَى خُدُودِ الَابَاءِ وَالَأُمَّهَاتِ وَالْبَنَاتِ وَالْبَنِين
فَوَقَعَ الْمَحْظُورُ مِنَ الْمَنْذُورِ مَنْظُوراً بِهِ
وَكَانَ الثَّمَنُ بَاهِضاً وَبِيعَ بِالْبَخْسِ الثَّمِينِ
فِدَاكَ رُوحِي وَدَمِي غَلُّوْا أَيًّا وَطَنِي
وَإِنِّي أُكِنُّكَ بِقَلْبِي الْحُبَ وَالْعِشْقِ وَالْحَنِين
وَاتَسَاءَلُ ايْنَ الْحَاضِرُ وَالْآتِي مِمَّا مَضَى
وَهَلْ مِنْ مُتَبَقِّيَاتِ وُجُودٍ لِصَلَاحٍ وَحَطِين
لَقَدْ تَلَاشَتْ بِصَفَحَاتٍ كُتِبَتْ فَتَأَرْشَفَتْ
وَذَهَبَ الْامِينُ وَكُتِبَ فِي الذَّاهِبَيْنِ الَاوِلَيْن
وَنَجْتَرُ مُتَبَقِّيَاتِ بُطُولَاتٍ مِنْ زَمَنٍ تَوَلَّى
وَاوَلَى بِنَا فَأَوْلَى الْمَوْتُ مِنْ حَيَاةِ الْمَهِين
وَكَأَنَّنِي اسْمَعُ وَقْعَ خُطًى عَنْ بُعْدٍ قَادِمَةٌ
وَكَأَنَّهُ الْخَيَالُ وَاتَّمْنَاهُ الْوَاقِعُ وَالْيَقِينُ
اسْمَعُ قَرْعَ سُيُوفٍ اسْتُلَّتْ مِنْ أغِّمَادِهَا
وَانْفَاسُ فُرْسَانٍ وَصُهَيْلُ خُيُولٍ وَرَنِين
تَوَخَيْتُ ذَلِكَ مَذُ زَمَنٍ يَكَادُ يُجْتَثُّ مِنْ حَاضِرٍ
وَهَلْ يَأْتِي الْحَاضِرُ بِغَابِرٍ قَبْلَ يَوْمِ الدِّين
وَيَلَاهُ مِنْ قَوْمٍ نَسُوا وَتَنَاسَوْا قَضِيَّتَهُمْ
وَوَقَعُوا بِأَسْرِ رَغِيفِ خُبْزٍ أَوْ كِيسِِ طَحِين
فَعُمِيَتِ الِابْصَارُ وَتَهَاوَتِ الِاقْمَارُ جَاثِمَةً
وَاجْهَزُوا عَلَى الْحَقِّ وَأَلْحَدُوا فِلَسْطِينَ
فَيَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ وَبِحَقِّ اللَّهِ صِدْقًا
هَلْ نَحْنُ الْمَغْضُوبُ عَلَيْهِمُ امَّ الضَّالِّين
فَيَا أسَفَاهُ عَلَى قَوْمٍ كَانُو مِنَ الْمُتَّقِينَ
فَاخْذَتْهُمُ الْعِزَّةُ بِالِاثْمِ وَوَالُوا الشَّيَاطِين
فَتِلْكَ هِيَ الْقَضِيَّةُ الَّتِي تَعَثَّرَتْ عَلَى ايَادِينَا
فَمِنْ الصَّعْبِ لِلَاصَعَبِ بِخِيَانَةِ الْخَائِنِين
نَصَبْنَاهُمُ اوْلُو الِامْرِ مِنَّا عَلَى أمْلٍ فِيهِمْ بِرِضَا
وَكَانَ نَصِيبُنَا الَا انْ نَدْفِنَ احْيَاءًا بِلَا تَكْفِين
ثَمَانِ وَعِشْرُونَ بَيْتًا مَأْسَاةَ شَعْبٍ قَدْ قُتِلُوا
مَاتَتْ آمَالُهُمْ بِآلَامِهِمْ وَدُفِنُوا بِآهَاتِ السِّنِين
فَدَعَوْتُ اللهَ أنْ يُبَدِّلَ الحالِ بِأحْسَنِ حالٍ
فَأمَّنَ الشَجَر وَالحَجَرِ فَرَدِدُّوا آمين آمين
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
مِنْ أَشْعاري : مُصْطَفى أَمارَة

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة