السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقوق الإسلامية والحلقة الثلاثون
حق الآبناء على الآباء
والأسرة في الإسلام هي أساس المجتمع ومحور البناء وهي النظام الذي جعله الإسلام أسلوبا للتكاثر وجعل الحقوق و الواجبات علي كل فرد فيها وهنا نتحدث عن حقوق الأبناء على الآباء
ومن خصائص الشريعة الإسلامية أنَّها جاءت شمولية لجميع مناحي الحياة ومنها الأحكام التي تتعلق بالأُسرةِ فجاءت بأحكامٍ شاملة ووافية لجميع أفراد الأسرة
وقبلا رويَ أن رجلا جاء إلى الفاروق عمر وإشتكى له عقوق إبنِه فزجر عمر الولد على عقوقه لوالده فلما أخبر الإبن عمر رضي الله عنه بما فعله به والده من سوءِ إختياره لأمه وإختيار إسمه وغفلته عن تعليمه كتابِ الله تعالى فقال عندها عمر : تقول إبني يعقني فقد عققته قبل أن يعقك .
من حقوق الأبناء على آبائهم بداية حسن إختيارِه لأُمهم .
فينبغي أن تكون من الأُسر التي يشهد لها بالصلاح والطيب وأن تكونَ ذات خُلق ودينٍ حيثُ قالَ رسول الله صل الله عليه وسلم : تخيَّروا لنُطَفِكم فانكِحوا الأكفاءَ وأَنكِحوا إليهم .
إختيار الأسماء ذات المعنى الحسن والإبتعاد عن الأسماء غير الحسنة .
الإنفاق على الأبناء إن لم يكن لهم مال حيثُ قالَ الله تعالى : {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} .
ومن حقوق الأبناء على الوالدين أيضا التربية الحسنة وتعليمهم ما يلزم من أمور الدِّين والدليلُ على ذلك قول رسول الله : مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ وفرِّقوا بينهُم في المضاجعِ .
والعدلُ بينَ الأبناء في العطف والحنان عليهم بل وحتى في القُبلات و الطبطبة وكل الُعطيات مادية كانت او عينية كما بينت فقد قالَ حبيب الله وخاتم الأنبياء والمرسلين : اتَّقوا اللهَ ، واعْدِلُوا بينَ أولادِكمْ ، كما تحبونَ أن يَبَرُّوكُم
وإذا أراد الوالدان الكريمان أن يؤمنا مستقبل أولادهما ذكورا و إناثا أن ينفذا أمر الله تعالى في قوله :
وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (9) النساء
وعلي الآباء و الأمهات أن يكونوا قدوة لأبنائهم مع ملاحظة القول :
لا يستقيم الظل و العود أعوج
و أيضا
إذا كان رب البيت بالدف ضاربا ... فشيمة أهل البيت الرقص
ولنعلم جميعنا أن ..
خير ما ورث الرجال بينهم ... أدب صالح و حُسن ثناء
فهو خير من الدنانير والأوراق ... في يوم شدة ورخاء
و نستكمل باقي الحلقات غدا بأمر الله
كل التحية
عزة عبدالنعيم
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة