محمود عبدالمتجلى عبدالله محمد يؤصل لـ : مفهوم الحرية

----------------------

ان الحرية ترتبط بالانسان فقط من باقى المخلوقات والحرية هى الامانة التى تحملها الانسان فى قوله تعالى

(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) تلك الامانة التى حملها الانسان ان يكون حرا فى كل اختياراته التى يحياها سواء فى الامور الحياتية او الاعتقادية او التعبدية فهو المخلوق الوحيد الذى ان شاء امن وان شاء كفر لان باقى المخلوقات حتى الملائكة ليس لهم خيار فى ذلك بل هم يفعلون مايامرون فالانسان اعطاه الله العقل ليميز به ويفكر فى اختياراته الدنياوية والدينيه فامره المولى بالتوحيد واقامة الصلاة وامره بالمعروف ونهاه عن المنكر ولكن الانسان منهم من وحده ومنهم من اختار الشرك ومنهم من يصلى ومنهم من يعصى الله وهو المخلوق الوحيد الذى سيحاسب على افعاله لان الله ميزه بالعقل والحرية هذا على النطاق العام فى الخلق

اما الحرية على المستوى المجتمعى فان اى انسان لايقبل العبودية من احد وخاصة العبودية من انسان مثله كماقال عمر ابن الخطاب لعمر ابن العاص وولده حين ضرب النصرانى فى مصر (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا)وقالها ايضا احمد عرابى فى الثورة العرابية

فكل الامم والشعوب لا ترضى باحتلال ارضها واوطانها وتنادى بالحرية سواء من محتل لاوطانها او الحرية من ظلم الظالمين الذين يقيدون حرية الشعوب والافراد

وهكذا ينادى الاسلام بحرية العبيد التى وجدت فى القرون الاولى فكان معظم الكفارات سواء للقتل او الطلاق اوكفارات الصيام تحرير رقبة حتى يحرر الاسلام كل الناس من ذل الرق والعبودية كماقال تعالى(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا [النساء:92].

صدق الله العظيم 

ومن هنا نعلم ان الحرية  بنادى بها الله من فوق العرش وتنادى بها كل الشعوب وكذلك ينادى بها كل الافراد 

وقد جاء اناس بمعنى خطأ للحرية ويظنون ان الحرية هى فعل مايشاء بغض النظر عن الاسائة للاخرين او ظلم الناس وقتلهم كما يفهم الغرب والشرق الحرية على انها الانحلال والشذوذ وقد تجد من ينادون بالحرية هم القتله فانهم يصنعون اسلحة الدمار والقنابل النووية ويقتلون الشعوب وهم ينادون بالحرية التى فهمها ابنائنا فهم خاطئ فبها يهدمون القواعد وتلاخلاق  والاصول والتقاليد والعقيدة كل ذلك بمفهوم الحرية الخاطئ فالحرية التى نادى بها الاسلام هى عدم العبودية لاحد الا الله وهى المساواة وهى العدل بين الناس وليس الظلم والانحلال والشذوذ او الالحاد وعدم القيم والاخلاق فحرية الانسان تقف عند اصابة الاخرين بالضرر او اخلاق الامة بالعفن ونشر الفاحشة والرذيله تحت مسمى الحرية