في الشارِعِ فَجأةََ تَهاطَلَ المَطَرُ
وقُربِيَ غادَةُُ لِصَوبِيَ تُحشَرُ
قالَت تُحَدٌِثُني ... ما أجمَلَ أن يُسعِدَ مُهجَتي القَدَرُ
أجَبتها ... لأنٌَني في قَلبِهِ ؟ ... أم رُبٌَما لِقادِمٍ يُنظَرُ ؟
قالَت بَلى ... لأنٌَكَ قَد جُعِلتَ بِهِ ... وقبلكَ كُنتُ لَم أزل لِلفَراغِ أعبُرُ
وأنٌَكَ فارِسي ... ولَقَد أزَلتَ من خاطِري تِلكُمُ الأوهام ... يشوبها الخَطَرُ
أجَبتها ... و كَيفَ أحبَبتِني في بُرهَةِِ ... ؟ هَل تَعشَقُ الغادَةُ عابِراً يَعبُرُ
وَلَم يَكَد يَنقَضي ما بَينَنا من بُرهَةٍ ... أو يَنقَضي ما بَينَنا وَطَرُ ؟
هَل يُعقَلُ في لَحظَةٍ أن تَظهَرَ البَراعِمُ ... ويَنضَجُ في غصنِهِ الثَمَرُ ؟
أو تَلمَعُ في غُصنِها الأوراق ... يَزهو بِها الشَجَر ؟
لَولا الهُطولُ ما رَأيتِني أبَداََ ولا كُنتُ قي بالِكِ أخطُرُ
قالَت ... رَسَمتُكَ قَبلَ هذا في الخَيال فارِساً ... قَبلَ اللِقاء ... وأنا في خَيالي أُبحِرُ
فَهَل تُراك من خَيالي تَسخَرُ ؟
أم أنٌَكَ غافِلُُ عن مُهجَةٍ تَشوبُها مَشاعِرُُ ... يَسوقُها القَدَرُ ؟
أجَبتُها ... يا غادَةً من ساعَةٍ ما كُنتُ أعرِفها
ولَم تَكُن في خاطِري تَخطُرُ
تَحَدٌَثي صَراحَةً ... وفي وُضوح ... كَيفَ مِن سُوَيعَةٍ هَوَيتِني ؟ هَل يَصدُقُ التَخاطُرُ ؟
لا تَظلُمي فارِساً من هَمسَةٍ قَد يُسحَرُ
فأردَفَت ... لِعِشقِها ... ذاكَ السَريع تَشرَحُ ... تُبَرٌِرُ
حينَما ظَلٌَلتَني من الهُطول ... ماذا أقول ؟ ...
أحسَستُ أنٌَكَ بِما فَعَلتَهُ يا فارِسي ... بَطَلُ
أجَبتَها ... أينَ البُطولَةُ من مَوقِف لا يَكادُ يُذكَرُ ؟
ألَيسَ في ذلِكَ بَعضُ الرِياء ... كالرُذاذ في الهَواءِ يُنثَرُ ؟
قالَت كَفى ... بَل هوَ كُلٌُ الإباء ... وأنا بِمِثلِكَ أفخَرُ
حينَما يَصحو الضَميرُ وعَلى حَقيقَتِهِ يَظهَرُ
عيني كَما مُهجَتي ... لَيسَتا عن الصَوابِ تَغفَلُ
ولَستُ مِمٌَن بِقَولِها تُجامِلُ ولا هِيَ تُكابِرُ
إنٌَكَ فارِسي وفي الخَيالِ طَيفُكَ ... وفي الضَميرِ يُحفَرَ
ماذا تَقول يا فَتى ... هَل تَرفُضُ مَوَدٌَتي أم أنٌَكَ لِعَرضِيَ تَقبَلُ ؟
ألا تُحِسُ بالهَوى ... ذاكَ اللَهيب ... في خافِقي كالمِرجَلِ حينَ يَشتَعِلُ ؟
إنٌَني قَد شَرَحتُ مَوقِفي ... فَما رَأيكَ ... أيٌُها الفارِسُ الغَضَنفَرُ ؟
أجَبتَها ... مَرحى لَهُ المَطَر ...
جَعَلَني فَجأةً في عَينِهِ الخَطَر
ولَم تَزَل غادَتي في حالَةِ عِشقِها تُبحِرُ ... ولَم تَزَل سَماؤنا تُمطِرُ
فَقُلتُ في خاطِري ... إذا صَحَت غادَتي من حُلمِها
أو قَلٌَتِ الأمطار ... رُبٌَما لِحالَةِ عِشقِها تُغادِرُ ؟
فَدَعَوت خالِقي ... مِنَ الهُطولِ يُكثِرُ
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة