يَلوحُ في أُفقِنا غَيمُهُ ... وتَختَفي الأنجُمُ
والخَريفُ راحِلُُ ... لِهَمٌِهِ يُلَملِمُ
وغادَتي لَم تَزَل بالهُدوءِ تَحلُمُ
سَألتَها ... هَل تَعشَقينَ الشِتاءَ ... وجوٌَهُ المُظلِمُ ؟
هَل شاقَكِ بَردُهُ والزَمهَرير المُعتِمُ؟
أم السَحابُ الأسوَدُ ... يا بِئسَهُ التَراكُمُ ؟
والثُلوجُ والجَليدُ ... يَقطَعُ ما بَينَنا تِلكُمُ السُبُلُ
فَكَيفَ يا غادَتي نَلتَقي ... إن شاقَنا الغَزَلُ ؟
تَضاحَكَت مَحبوبَتي تَهمُسُ يا لَهُ التَشاؤمُ
هَل نَسيتَ بَيتَنا في ريفِنا ذاكَ الجَميل وهوَ لَم يَزَل قائِمُ ؟
أم نَسيتَ المَوقِدَ ... والنارُ فيهِ تُضرَمُ ؟
عَن أيٌِ بَردٍ يا فَتى تُكَلٌِمُ ؟
هَل يَشعُرُ العاشِقُ بالصَقيعِ ... يا لَهُ التَوَهٌُمُ
قُلتُ في خاطِري ... يا وَيحَها كيفَ تَنسَجِمُ
ما شأنَها العُواطِفُ إن زَمجَرت تِلكَ الرُعود ... يُصيبنا الصَمَمُ
والبَردُ يَنخُرُ عِظامَنا ... فَكَيفَ نَبتَسِمُ ؟
يا لَها مَحبوبَتي ... حينَما لِلزَمهَريرِ في المَوقِدِ تُلجِمُ
قالَت ... بِما تُفَكٌِرُ يا فَتى ... ؟
ولِمَ وَجهُكَ جامِدُُ كَأنٌَكَ الصَنَمُ
أجَبتها ... والرُعودُ فَوقَنا مَدافِعُُ لِأفقِنا تَرجُمُ
والبَرقُ من حَولِنا كَساحَةٍ لِلحُروبِ مِن حَولِنا تُرسَمُ
أفَكٌِرُ في المَوقِدِ يا غادَتي ... ورَبٌُكِ يَعلَمُ
وهو بحالَتي من غادَتي أرحَمُ
بقلم
المحامي. عبد الكريم الصوف

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة