.. عن فتاة مراهقة جاءت إلى الحياة بعد طول انتظار، ترعرعت في بيتها وبيت عمها المقابل لهم والمليئ بالاولاد من ذكور واناث وكانت الطفلة المدللة للجميع.
بدأت الحكاية في يوم ظهور نتيجة الامتحانات الثانوية لابن عمها الذي يكبرها بثلاث سنوات، وبعد ظهور النتيجة والفرحة العارمة تقدم منها وقدم لها وردة حمراء مع عبارة صغيرة ( نجاحي لك )،
فرحت كثيراً وراحت نبضات قلبها تتراقص سعادة وغبطة.. لم تنم ليلتها، حضنت وردتها وصارت تستذكر مواقفا مرّت عليها لم تكن تتوقف عندها، فقد كان قريباً منها بطريقة مختلفة عن الجميع
يوجهها.. يعلمها يوصلها إلى المدرسة ويعود بها للبيت، يهتم بطريقة لبسها، صداقاتها، يعلمها كيف تمشي وكيف تتحدث وكيف تأكل وتشرب،
في البيت وفي وقت الطعام لم تكن تجد مكاناً شاغراً لها إلا بجانبه، ولم يكن يطلب كوب الشاي الا منها كان قريباً جدا لكنها لم تكن تترجم هذا القرب بالشكل الصحيح.
حتى قدم لها هذه الوردة تفتحت الأفق أمام مشاعرها، و أيقنت أنه حب حياتها وأنه حلم لا بد أن يتحقق.
مرت الأعوام والوضع على ماهو عليه لا جديد سوى غمزات وابتسامة زوجة عمها كلما رأتها وعبارتها الجديدة في كل مرة ( أهلا بعروستنا ).
في حفل تخرجها أخبر عمها أبيها أنه وغداً سيزورهم لأمر هام، طبعا الجميع علم بهذا الأمر كيف لا والحب لا يخبأ ولا يستتر
وجاءت الساعة الموعودة والجميع تعمهم الفرحة والفتاة واقفة خلف باب الغرفة تسترق السمع وقلبها يكاد يتوقف من شدة التوتر والحماس
بدأ العم يتلو العبارات التقليدية التي تقال في هكذا مناسبة وطلب يد العروس الجميلة لإبنه.. ولكن لإبنه الأكبر،
صدمت الفتاة وما استفاقت الا وهي في سرير مستشفى
ولا تعرف أنه وفي غرفة أخرى يقبع حبيبها الذي أصيب بنوبة عصبية مفاجئة.
وعند خروجهما انتهت الحكاية، وخسرت الفتاة بيتاً آخر وعائلة أخرى وقلباً تركته هناك وعادت مع وردتها التي ذبلت تيبست أوراقها.
إبتسام حمّود _لبنان
شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة