دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

عبير جلال تكتب : وافترقنا بعد أن إلتقينا ،،،،


بينما أنا خارج من غرفة العمليات بعد أن أجريت جراحة عاجلة لمريض قلب،وجدت سيدة تبكي بحرقة ،كانت تجلس وتضع وجهها بين كفيها وتضع وشاحا أسود على رأسها،،

سألتها لماذا تبكين سيدتي،فقالت أبكي لأن زوجي بداخل غرفة العمليات تجرى له جراحة عاجلة لقلبه،،فقلت لها إطمئني أنا الطبيب الذي قام بإجراء العملية وقد تمت بنجاح،،،هنا رفعت وجهها من بين كفيها،فإذا بها تقول أنت واأقول لها أنت،،،أرتمت فجأة على صدري تبكي بصوت مرتفع وتقول. أرجوك أنقذ زوجي وأبو أولادي،،،هممت أن أحضنها  وأضمها في صدري ولكني تراجعت في أخر لحظة فرتبت على كتفها،وقلت لها أرجوك إجلسي وإطمئني،،حالة زوجك مطمئنه،،وبعد أربع وعشرون ساعة سوف يخرج من العناية المركزة أرجوك لا تقلقي،،،

بعد أن جلست وهدأت روحها نظرت لها وقدإنسدل الوشاح عن شعرها،،

إنها كماهى جميلة وقد تخلل شعرها بعد الشعيرات البيضاء،،،،

قلت لها كيف حالك الأن بعد أن إطمئنيتي على زوجك،،قالت الحمد لله،سألتني هل تزوجت أجبت لا لم أتزوج،،،كيف أتزوج وأنت حب حياتي،،،

سألتها هل لديك أولاد 

أجابت نعم ممدوح وحسام،

قلت حسام قالت أسميته على إسمك،

نظرت لها فإذا بنظرات عيونها الساحرة أعادت معها ذكرياتي،،،

فتذكرت عندما تركت بلادي أنا وأهلي بسبب الحرب،ونزلنا في تلك البلد وسكنت أمامها فقد كانت جارتنا،،كان عمري سبعة عشر عاما حين تركت بلادي أنا وأسرتي هربا من وطأة الحرب،،،كنت أختلس النظر من خلف نافذتي وأراها تجلس في شرفتها ،،مرت الأيام وزاد تعلقي بها ،كانت أختي صديقتها فقررت ذات يوم أن أبعث لهاجواب مع أختي أعترف لها بحبي، ،فإذا بهاترد على جوابي بكلمات رقيقة وتقول وأنا أكن لك نفس الشعور،،،كم كانت فرحتي بإعترافها بحبي ،،مرت الأيام وكبر حبنا في قلبينا ،،وإلتحقت بكلية الطب،وإلتحقت حبيبتي بكلية التربية،،،كنا نتقابل دائما، نقطف ثمار حبنا رحيق من الأيام،،،

زاد إرتباطنا وعاهدنا حبنا أن لا نفترق أبدا،،  

بعد تخرجي من كلية الطب تقدمت لوالدها أطلب يدها،ولكنه بكل قسوة رفض لأني مهاجر ولست من أهل البلد،،حاول أهلي التحدث معه ولكنه رفض الموضوع نهائي،،بل الأسوء من ذلك صمم على زواج حبيبتي من إبن عمها الذي يعمل في السلك الدبلوماسي و حاولت حبيبتي الدفاع عن حبها ،ولكن كانت سطوة الأب أقوى فتنازلت وقبلت الزواج غصب عنها،،،،

تزوجت حبيبتي بعد ستة أشهر،وسافرت وإنقطعت أخبارها عني،،،فقررت أن أدرس الماجستير والدكتوراه وتخصصت في جراحات القلب المفتوح،،،ومرت السنوات وإشتهرت جدا في مجالي،فكنت أحضر مؤتمرات بالخارج كثيرة،وفي أثناء حضوري مؤتمر طلب مني العمل في تلك المستشفى فقبلت فورا،،لأن حياتي لايوجد فيها إلا عملى وحبي الذي بداخل قلبي وأعيش على ذكراه،،،

وفي يوم رن هاتفى بضرورة الإسراع لقيامي بإجراء جراحة عاجلة لمريض حالته صعبه جدا،فيكون من حكم الزمن أن يكون زوج حبيبتي ،،

أفقت من ذكرياتي على صوتها  تقول ،ممكن ياحسام أن أراه أطمئن عليه،،،

فقلت لها حاضر سوف أجعلك تطمئني عليه من خلف زجاج العناية المركزة،،،،هدأت روعها وهدأ بكائها عندما رأته ممدد في السرير وحالته مستقرة،،،، قلت لها أرجوك إذهبي إستريحي في منزلك،وغدا إن شاء الله يكون فاق من البنج،،،،

بعد يومين خرج من العناية المركزة لغرفه،وظل في غرفه لمدة أسبوعين كنت أرى حبيبتي كل يوم لأني الطبيب المعالج لزوجها،،،

كنت أختلس النظرات لها،فهى حبيبة عمري،،،

حتى جاءت لحظة الوداع عندماتحسنت صحة الزوج وكتبت له الخروج من المستشفي  ،،،،تعانقت نظراتنا أنا وحبيبتي،وتعانقت أيدينا بالسلام،،،

وكانت لحظة الوداع تركتني ومازل حبي بداخل قلبها، وحبها يسري في دمي،،فهى حب حياتي الذي أعيش به وله،،

لقدحكمت الأيام بهذا اللقاء،،

بعد أن تقابلنا كغرباء إفترقنا ومازلنا أحباء،،،،

فإفترقنا بعد إن إلتقينا،،،


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع