نداء بالرفق بقلم د. غادة رشاد

………

الرفق بالإنسان وبالحيوان وبجميع المخلوقات. الرفق بالثوابت والأصول، بالعادات والتقاليد، بحدودنا وملامحنا وهويتنا. الرفق بأخلاقنا وطبائعنا.الرفق بفطرتنا وطهارة عقولنا وقلوبنا

استوصوا بالنساء خيرا، الرجال يظنون أنهم رجال بكثرة مطالبهم الحياتية وتلبية رغباتهم اليومية من وجوب إعداد الطعام وتجهيز البيت ومذاكرة الأولاد حتى خروجاتهم هي فقط المسؤلة عن كل هذا وذاك، بل والملزمة بتلك الأعمال دون مشاركة من الرجال. يعملون خارج البيت فحسب ولا يتعاونون مطلقا في أمور البيت ولا الأولاد. تعلو أصواتهم هنا وهناك، إن تأخر الطعام أو تأخرت الزوجة في إعداد قهوته، أو بيته غير مرتب في وقت من الأوقات، أو لصياح الأطفال وكأنهم يحيون في لوكاندة فقط للمبيت به في هدوء دون مشاركة في متاعب الأولاد.

.

هل علمت الآن يا رجلاً معنى الرفق، الرفق بالمشاركة والدعم وعدم زيادة الحمل على امرأتك. الحياة تكافل وتكامل، دورك ليس فقط في جلب المال، تلك مسؤليتك وعليها تكون قوامتك ورعيتك لكنها حياة تحمل من أثقالها من هموم وعبء وواجبات لن تستطيع المرأة وحدها تأديتها.

ومن هنا ظهر تمرد المرأة واعلانها العصيان على هذا الظلم وعدم الرفق بها وبأنوثتها الفطرية. التمرد ظهر من كثرة الظلم والتعدي والطغيان. أنتم عنه مسؤلون أيها الرجال على تمرد النساء وظهور ما ينادين بالاستقلالية والتحدي لكم في تلك الحياة. الرجال ليسوا فقط مصدرا للأموال، الرجال حياة تنعم بها المرأة، مشارك لها في جميع الخطوات حتى ولو بالقليل موجود على الدوام.

ما وصلنا له من انهيار الأسر وتفككها، وما وصلنا له من عزوف البنات عن الزواج،وما وصلنا له بالندية والتحدي، كله أنتم عنه مسؤولا أيها الرجال. ان كنت تفكر أن المال والإنفاق هما فقط مسؤليتك فقد ضللت البيان، المرأة الآن تملك هذا المال

فما دورك إذن في الحياة؟!!!! لا شئ، لانك أنت من وضعت نفسك في هذا الشئ.

أيها الرجال عودوا الى ربكم واستجيبوا لوصية رسولكم

استوصوا بالنساء خيرا يا أولوا الألباب. رفقاً بهن، كن بها رحيما تكن لك أمة مطيعة حتى تعود للحياة حياة.

#د_غادة_رشاد