دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شكرا لمروركم لا تنسوا متابعة المدونة ومشاركة نصوصكم على صفحاتكم ومواقع التواصل كافة

شعبان السيد يرصد : المتكبرين

 المتكبرون


نعم أقولها لك تمهل

قبل أن تبرق وترعد وقبل أن تنتفخ أوداجك وقبل أن تنفجر عروق عجرك وبجرك وقبل أن تتجبر وتتكبر وقبل أن تمشي في الأرض مرحا وقبل أن تظن أو يتبادر إلى ذهنك أنك سوف تخرق الأرض أو تبلغ الجبال طولا وقبل أن تعبس وتشيح بوجهك في وجه هذا او ذاك وقبل كل ذلك وبعده

لا تظنني أني سوف أدعوك وأوجًهك أو أنصحك أو أذكرك لا تتوقع أني سوف أذكًرك بنفسك وأصلك القريب أو البعيد من آبائك الملوك وأسلافك السلاطين لن أذكًرك بأنك من أدم وأدم من تراب

لن أذكًرك بكل أولئك الذين ذهب بهم الأمل مذهبه ولعبت بهم الظنون لعبتها 

لن أذكًرك بأولئك الذين قصروا في العمل واولئك الذين سفلت بهم لجج المنية وابتلعتهم الأرض أو كما قال الشاعر

سفلت بهم لجج المنية كلهم فيمن سفل

لم يبقى منهم بعدهم إلا حديث أو مثل

لن أقول لك شئ مما سبق ولكني أقول لك يا أيها المغرور الأجوف

قف واسأل نفسك

هذا الذي تتكبر عليه وتتأفف منه وتقسو عليه وتشيح في وجهه

ما الذي لك عنده او عليه

هل خلقته هل رزقته هل أطعمته أو سقيته أو كسوته هل أنقذته من مهلكة او أمًنته من خوف هل سترته من فضيحة هل تصدقت عليه 

ما الذي لك عنده 

لا شئ ربما لم تره ابدا في حياتك قبل اليوم

فقط سائك انه لم يقدرك قدرك الذي تظن انك فيه او عليه

فقط سائك منه شبهة تواضعه وفقره فحرك ذلك في نفسك عقدة تكبًرك وتجبًرك ونقصك

ولو ان هذا الوجة وتلك المعاملة قد وجدتها او لاقيتها من هذا الذي تظن انه أكثر منك مالا او جاها أو سلطانا لما وجدت في نفسك عليه هذا الحنق وهذا الغيظ

ولكنك دائما تنسى أنه لا فضل لمثلك ولا حتى أثارة من فضل على احد من كل هؤلاء الذين تتكبر عليهم

واني اقول لك رفقا بنفسك ايها الغر الغبي فأنت أحقر مما تتخيل وأقل مما تظن 

حقا اقولها لك

رفقا بنفسك أيها الغر الصغير

كتبه شعبان السيد


عن الكاتب

قادح زناد الحروف

التعليقات

طباعة ونشر وتوزيع ، ظهور إعلامي ، ورش أدبية
اشترك بالعدد الجديد من مجلة القلم الورقية للتواصل والاستعلام / 0020102376153 واتساب

اتصل بنا 00201023576153 واتساب

شاركونا الإبداع

جميع الحقوق محفوظة

دار نشر القلم للطباعة والنشر والتوزيع